خيوط العنكبوت لكاتبتها
وانتعلت كوتشي ابيض وحقيبتها البيضاء التي دست بها مصحفها الصغير التي دائما تقرأ به وسبحتها الإلكترونية التي تشغل بها وقتها على مدار يومها ووضعت أيضا داخلها الهاتف المحمول خاصتها ثم اغلقت سحابها وعلقتها على كتفها لتغادر غرفتها في خطوات متهادئة
وجدت والدتها تبتسم لها في حبور وحاوطتها واضعة ذراعها يحاوط ظهرها ليسيروا سويا مغادرين الشقة وكانت دلال ترتدي ثوبها الأسود الطويل يعلوه كارد وحجاب يبدو على ملامحها الحزن الذي تخفيه عن عيون الجميع تنعي حال ابنتها ولكنها تسر ذلك في نفسها تخشى الإفصاح عنها فداخلها نيران لن تخمد ابدا كلما تذكرت ما فعلته زوجة عمها المصون الذين لم ياخذون من تلك العائلة الا الشقاء والتعاسة فمنذ ان خطت بقدميها داخل عائلة الألفي وترا الحقد والغل يطل من عينين زوجة الابن الأكبر للعائلة كانت دائما تسخر منها كونها أنجبت الفتيات وهي التي أنجبت الصبيا للعائلة ولكن أين توجد هذه الصبيا الآن نجحت بسحرها على تفرقة ابناءها وأصبحت اليوم وحيدة طريحة الفراش تواجهه مصيرها وما فعلته من ذنوب أخطاء بحق الآخرين ابتعدت لمتها وفرحتها بالصبيان وتشتت كل منهما ببلد لكي يبتعدا باقصى ما يمكن عن أذاء والدتهم
استقل زين سيارته وقادها مسرعا ليصفها أمامهم وهو يهبط من زجاج النافذة ويطلع لهم قائلا بجدية
اوقفته دلال متلهفة
بأن ينتظرهم وبالفعل استقلت حياة دلال المقعد الخلفي حدثها زين بهدوء عن المعيشة الصعبة وأنه رغم دراسته الهندسة الا انه لم يجد فرصة عمل لذلك أراد العمل كسائق أوبر ولديه والديه المسنين وخمسة من الأشقاء الفتيات مسئولا عن رعايتهم نجحت خطته في كسب تعاطف السيدة دلال وبادلته أطراف الحديث والدعاء له بصلاح الحال وطلبت منه رقم هاتفه لكي تتواصل معه لكي يصلها او يصل احد من أفراد عائلتها تبسم لها بود واملئ عليها برقم هاتفه
ولا تصغى لسماع حديثهم
أعطته المال ودلفت داخل البناية ام عنه فصف السيارة جانبا وابتعد عن الانظار يدور بمقلتيه الحادتين كنظرات الصقر الثاقبة يتطلع هنا وهناك يأمن المكان بكل جدية ومهارة عمل
ظلت تربت على ظهرها بحنو واجلستها بجوارها ترمقها بتفحص ثم دارت عينيها تطالع دلال هاتفة بقلق
حصل ايه تاني للبنت يا دلال حياة مش هي حياة اللي اعرفها مش الشيخ عبدالله طمنكم
ليتا الحزن الذي سكن القلب كان أصله تعويذة قادرين على صرفه يا ليتنا ظللنا أطفال نلهو ونمرح ولن نصل لكل ما وصلنا إليه الآن
كلمات هي من الداخل وجعلتهما تنسل من مقلتيهما الدموع حسرة على ما تشعر به الفتاة التي انطفى بريق عينيها وحل محله وميض مخيف جسد هزل وضعف ووهن روحها المعذبة وهل يعقل بأن السعادة تبدل حياتهم بين عشية وضحاها
حقا مهما بلغت بك السعادة فاعلم بأن السعادة لا تدوم كم الحزن أيضا لم يدوم
هاتفه وعلم بوجوده داخل الشركة وابلغ سليم سكرتيرته الخاصة بأن عندما يصل السيد فاروق تدعه يدلف مكتبه على الفور وظل سليم قابعا خلف مكتبه يعلم سبب الزيارة المتوقعة فهو لم يتفاجئ بخبر قدومه كان يظن قدومه بين لحظة وأخرى منذ أن تركت حياة منزله بصحبة والدته وهو لم يعنيه الأمر شيئا يتمثل الجمود والبرود ولكن هذا أفضل بكثير من ان يضعهم في خطړ جلي يلحق بهم أثر ما فعله والده بالماضي فكم من روح فارقت جسد صاحبها غدر من جلبه والده جلب المۏت والدمار والخړاب لأهل بلدته كم من روح لاقت حتفها غدرا كم من أسرة هدمت وترملت نساءها وفقدت