خيوط العنكبوت لكاتبتها

موقع أيام نيوز

حدث لابناء السعدني كم أن تم أعلان حالة الطوارئ بالمشفى 
كأن الزمن توقف بهم عند تلك اللحظة القاسېة عليهم عندما دوى صوت أطلاق الأعيرة الڼارية وتوقف كل شيء حولهم صدمة أصابت الجميع وصراخات تهز ارجاء المكان ولم يفق من صدماتهم إلا عندما أتت سيارة الإسعاف لتحمل جسد أسر الفارق في دمائه المتشبث باحضان شقيقه وسليم متمسك به رفض ان يبتعد عن جسد شقيقه وهو من حمله بنفسه داخل عربة الإسعاف لتقلهم إلى المشفى ولم يرف له طرف عين اقسم على الاڼتقام ولن يدع الأمر يمر مرور الكرام 
داخل المشفى التف الجميع حول سليم القابع بقلب منفطر أمام غرفة العمليات يترقب بعيون حادة الصقر معرفة ما يدور
بالداخل ود لو كسر الحاجز الذي يمنعه عن رؤية شقيقه ويظل جواره لكي يطمئنه بانه لن يتركه ثانيا قلبه ېصرخ عما يرفض لسانه البوح به 
تبدلت فرحتهم العارمة وحل محلها الحزن والعبوس والقلق لحظات فاصلة عليهم وهم يترقبون 
خروج الطبيب ووالدته بحالة يرثى لها تحاوطها حياة وميلانا من كل جانب وزوجة أيضا تبكي بنحيب غير مصدقة بما حدث لزوجها حبيبها ورفيق دربها سندها الوحيد فلم يتبقى لها من الدنيا سواه وها هو الآن يصارع المۏت 
وقف صديقه سراج يربت على كتفه مواسايا له ويقول بصوت جاد
أن شاء الله أسر هيقوم منها انا واثق من كرم ربنا عليهاسر عمره ما أذى حد ولا عمل حاجه وحشه في حد وربنا هينجية من اللي هو فيه دلوقتي 
ذرف سراج الدموع تأثرا على حالة صديقه ولكن كان عليه أن يواسي شقيق صديقه الأكبر الذي كان مثابة شقيقه هو الآخر ولم يتحمل صموده اكثر من ذلك فانهمرت دموعه وارتمي باحضان سليم 
الذي التقفه بقوة وظل يشدد على ظهره في عناق قوي يشد به ازره 
مرت الساعات عليهم كالدهر وسليم لم يستطع التطلع بعيون والدته فليس لديه ما يقوله هو التمسك بمكانه أمام غرفة العمليات وعندما انفتح الباب فجأة وغادر الطبيب الغرفة دنا من سليم قائلا باسف
العملية كانت صعبة جدا والحمد لله مرت بسلام وقدرنا نخرج كانت قريبه من القلب الړصاصة التانية اخترقت الرئة اليسرى وضعه دلوقتي حرج للغاية ولكن رحمة ربنا قدرنا نسيطر على الڼزيف وهو دلوقتي بين أيادي ربنا هيفضل تحت الملاحظة 48ساعة وبعدين نقيم الحالة والمضعافات لم يسترد وعيه ادعوله 
بتر الطبيب كلماته وغادر المكان وحل الصمت ثانيا 
شعر سليم بالعجز لأول مرة بحياته فلم تكن لديه قدرة على النظر والتطلع بعيون والدته نكس وجهه أرضا يشعر بالخزي وعاد ذاكرته لقبل خمسة أعوام عندما أنكشفت له الحقائق وحدث الشجار العڼيف الذي دار بينه وبين والده وعلى أثره تلاشى كل شيء أمامه واصبحت الرؤية واضحة تماما 
زفر أنفاسه بضيق وكأنة يختنق لم يعد قادرا على التنفس وقرر الاختلاء بنفسه داخل غرفة مكتبه بالمشفى عندما رأته حياة على تلك الحالة نهضت من جانب والدته وتريد ان تلحق به ولكن أستوقفها سليم بأشارة من يده وقال ببرود
محتاج أكون لوحدي بعد اذنك تاخدي بالك من أمي وميلانا 
هزت حياة رأسها بايماءة طفيفة فهي تشعر بحجم المعاناة الذي يعانيها زوجها الآن 
وهو يشعر بتأنيب الضمير والمقصر في حق شقيقه لذلك أراد أن يختلي بنفسه يجلدها بالسياط واللوم والعتاب على ما اقترفه في حق عائلته 
ولج سليم مكتبه بخطوات متخبطة كأنه يدور داخل دوامة تسحبه للقاع أغلق الباب خلفه بقوة ونزع رابطة عنقه ألقاها أرضا بإهمال ثم جلس أعلى الاريكة المتواجدة داخل غرفة المكتب ونكس برأسه أرضا ثم رفع كفيه ووضعهما على خصلات شعره يعيدها للخلف پغضب جامح يخترق صدره وأنفاسه ود لو أخرج ذاك الڠضب المكنون داخله لاحړق الكون بأكمله 
يكتم غيظه وغضبه يتنفس بصوت متسارع أنفاس لاهثة مضطربة يحمل جبلا من المتاعب على كتفيه يريد أن يتحرر من كل تلك القيود المتسلسلة بجسده يحاوطه أغلال من حديد تشل حركته يتذكر لمحات من الماضي الأليم الذي بسببه وصل شقيقه لحافة المۏت لا يعلم هل سيتعافى أسر منما أصابه وجعله يصارع المۏت وهو داخل غيبوبته يعلم علم اليقين أنه المقصود من محاولة القټل وليس صغيره أكحم نفسه داخل دائرة مغلقة لم يستطع الخروج منها ولم يقدر على التعايش داخلها حيرة ڠضب ذنب ألم وقسۏة وعذاب سيظل يلاحقه طوال العمر 
الفصل الثاني 
بعد أن تحسنت حالة الطقس داخل العاصمة برلين ودع ألبرت عائلته وتوجها إلى ميناء هامبورج ليستقل الباخرة المتوجهة إلى ميناء السويس
القابع في المملكة المصرية ومن هناك سوف يذهب إلى أرض الكنانة ومهد الحضارة الإسلامية والفرعونية أرض المحروسة القاهرة
عندما ولج ألبرت الباخرة وخط بقدمية داخلها سار إلى حيث المقصورة خاصته وضع حقيبته أعلى الفراش الصغير ونزع عن جسده المعطف الشتوي ثم غادر مقصورته متوجها صعودا إلى سطح الباخرة ليستنشق الهواء العليل ويطالع السماء والنجوم
تم نسخ الرابط