رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف (كاملة)
المحتويات
كيان وكينونة بمعني أصح أحس إني ليا وجود يارحيم .
نظر لها بحزن وهتف باحتياج
بس أنا محتاج وجودك جمبي ومش قادر أتصور انك تبقي في مكان بعيد عني
باختصار اتعودت علي وجود ريحتك في نفس المكان إللي أنا موجود فيه حتي لو مش شايفك كفاية نفسك فيه .
زفرت بتعب وأوضحت له وجهة نظرها
متفكرش إني لما أبعد هبقي مرتاحة يارحيم
وتابعت بشجن
أنا محتاجة أثبت لنفسي أولا وللمجتمع إللي جني عليا ثانيا إن بنت الملجأ عافرت واجتهدت وكملت لآخر نفس فيها بدون ماتغضب ربها إنها تبقي حاجة ومش هرضي بأي حاجة لازم أكمل للأخر علشان أوصل لأني أبقي أبقي حاجة متخجلش منها أبدا في يوم من الأيام.
بس أنا هتعب أووي يامريم أرجوكي ثقي فيا إني مش هتخلي عنك وسيبي لي أنا المعافرة أنا أطول منك في النفس .
نظرت بعيد عن عينيه تحاول كبت عبراتها لكنها إستعادت قواها وأخفت كل مشاعرها التي تملكت منها كلماته بكل قوة وأردفت بتمني
أرجوك يارحيم أنا مش عايزه أخسرك إنت تعافر من مكانك وأنا أثبت نفسي في مكاني وصدقني هنتقابل بإذن الله وظروفنا محدش هيقدر يمنعها ومحدش هيقدر يفرق بينا لأن الأسباب ساعتها هتكون بطلت أو علي الأقل اتحسنت شوية .
بعد يومان أبلغت مريم جميل بالموافقة علي طلبه وغادرت منزلهم واستلمت شقتها ذو الإيجار البسيط في منطقة شعبية هادئة قد وفرتها لها شريفة مديرة الدار وساعدتها في ذلك وشكرتها مريم بامتنان ومنذ خروجها ورحيم يشعر بالاختناق الشديد والاكتئاب الذي بدا علي معالمه بغزارة شديدة لاحظها كل من جميل وفريدة وبدأت تشعر بالذنب إلا أنها تقنع حالها بأنها فتره ستمضي وسيتعود علي بعادها كما تعود علي حضورها ولكن هل سيكن اعتقادها صحيحا وأن مايشعر به
انقضت الليالي العجاف بالنسبة لريم والآن تجلس في حديقة منزل أبيها فلقد مر ستة أشهر كاملة علي المحاكمة
كانت بيدها مذكرات كانت تدون فيها كل مايجول بخاطرها منذ ۏفاة عزيزها
فكتبت بقلب ينفطر حزنا
الآن مر علي وفاتك عاما كاملا ذقت فيهم من المرار ألوان لقد كنت لي حبيبا عزيزا قرير العين وتركتني وحدي أعاني مر الفراق وأنا أجلد ذاتي في يومي كله حتي في غفوتي أراك ڠضبان مني أشعر بأني في ساحة معركة الفراق بالاختناق أقاتل في ساحة المعركة وحدي أنا الجيش لنفسي وأنا السيف ذاته أذاني أقرب الناس إليك وكانوا يوما من الأيام الأقرباء إلي أيضا وتعلمت منهم درسا لن أنساه طيلة حياتي وهو
كانت منغمسة في تدوينها فسمعت صوت أبيها الحنون الذي يقف بجانبها دائما يردد بحنو
الجميل اللي قاعد لوحده وشكله قلقان ومخليني مش مرتاح عشان خاطره بيعمل ايه
أنهي كلماته وهو يمسح على راسها بحنان ثم جلس بجانبها
تنهدت بثقل والم نفسي واجابته
وضع كف يداه علي كف يدها الموضوعه فوق فخذها ثم ربت عليها بحنو وأردف قائلا
طول ما إنتي حابسه نفسك بين حيطان البيت وسط دوامه الفكر إللي مبنتهيش هتفضلي كده على طول ده إنتي حتي الموبايل مبتفتحيهوش .
نظرت اليه بعينين حائرتين فأكمل هو بارشاد
اخرجي يا بنتي واشتغلي واشغلي وقتك بحاجه مفيده إنتي محتاجه لكده مش عشان خاطر الفلوس ولا عشان خاطر الاحتياج للماده ذات نفسها انما إنتي عندك موهبة جميلة وقدرتي تصنعي لنفسك كيان في مكان بسمع عنه انه ممتاز جدا وله اسم .
انتفضت كمان لدغها عقرب من حديث والدها وهتفت برفض قاطع
لا يا بابا انا عمري ما هرجع اشتغل في التصميم تاني ده كان السبب اني خلاني
متابعة القراءة