رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف (كاملة)

موقع أيام نيوز


انك كده مرتاحه وراضيه وقال لي طالما هي راضيه ومرتاحه انا مش عايز اكتر من كده معنى كلامه ده يا بنتي ان هو مش عارف يعيش في الغربه وعايز يجي وسط ولاده وبيته وإنتي اللي مش فارق معاكي عموما انا ياما نصحتك وبنصحك وهفضل انصحك كفايه كده من العمر بعزقه ولمي اللي باقي من حياتك وعيلتك وهاتي جوزك في ايدك وانتي راجعه العمر مش

مضمون يا بنتي كتييير كانوا زيه والغربة أخدت شبابهم وفي الأخر رجعوا بأمراض الدنيا ومتهنوش بالفلوس اللى اتغربوا علشانها.
انتفض قلبها لحديث والدها ولأول مره تشعر بمدى صحته ووعدته انها ستفكر جيدا في ذلك الموضوع في تلك المره بالتحديد ثم تحدثت والدتها الى احفادها مردده بدعوات 
خلي بالكم من والدتكم في المطار وخلي بالكم من نفسكم يا ولاد واول ما توصلوا طمنوني على طول علشان انا عارفه ان امكم اول ما تشوف ابوكم هتنسى اهلها وامها وابوها والدنيا واللي فيها .
ابتسموا جميعا على تلك السيدة التي لم تترك فرصة وتؤنب الجميع بتقصيرهم وردد مهاب بطمأنة لجدته 
ما تقلقيش يا تيته اول ما نوصل هتلاقي مني فيديو كول لينا كلنا وده وعد من مهاب الراجل اللي مش هيرجع فيه ابدا وانتي عارفه .
قال كلماته الأخيرة وهو يستعرض نفسه بشجاعه علي سبيل الدعابة مما أدخل في صدورهم جميعا الطمأنينة والسعادة 
فهو دائما يخلق الابتسامه لكل من حوله بفكاهته المقبولة والتي تخرج بتلقائية منه دون تصنع 
وأكملوا باقي حديثهم أثناء سيرانهم إلي المطار حتي وصلوا وهبطوا جميعا كل منهم يعرف مهمته 
بعد نصف ساعة من إنهاء الإجراءات ودعت راندا وأبنائها والديها بدموع كالعادة وصعدوا إلي الطائرة بقلب شغوف مستعدين للقاء الحبيب من العام للعام في مفاجأة منهم لذالك الأب الحنون والزوج الراقي 
بعد عدة ساعات وصلوا فيها إلي المكان المنشود وبالتحديد تحت مسكن والدهم صعدوا في هدوء تام لكي يفاجؤه فقد علمت راندا أنه بالبيت بذكاء منها عبر رسائل الواتساب 
دخلوا المنزل بقلب يأن لرؤية حبيبهم وصعدوا درجات السلم بحذر كي يعطوا للمفاجأة روعتها 
وعندما وصلوا إذا بهم يشاهدون أبيهم في حالة يرثي لها ناطقين پصدمة وهم يضعون أيديهم على أفواههم 
بابا !
10
في نسمات الليل حيث الناس نيام نلقي أناسا تتضرع إلي خالقها تببتغي عرض حسنة وأناسا أخري تلهو وتضيع في معصية الخالق عز وجل وأناسا بات همهم أن يستيقظوا مبكرا لأشغالهم الشاقه وشتان مابين ذالك وهؤلاء تبدوا الحياه صراع شديد بين الليل والنهار 
وفي ليلة من تلك الليالي حدث مالايحمد عقباه ولا يخطر

علي بال راندا وأبنائها حيث رأوا بأم أعينهم مشهدا زلزل كيانهم وقطع أرواحهم 
ومنذ أن رأوه وكأن الطير أكل رؤوسهم من شدة الصدمة 
فتحدثت سما باندهاش واستنكار مرددة لأبيها بعتاب محب أنكر من حبيبه فعلة شنعاء كتلك نزلت علي قلوبهم وأصابتها الرعشة جراء قلبهم البرئ 
ممكن تفهمنا يابابا ايه إللي بيحصل بالظبط هنا 
خرج ذاك السؤال من بين شفاها المرتعشة مما رأوا 
وأتبعها مهاب بسؤال آخر مرددا بتعجب لما وصل من رؤية ذالك المشهد إلي قلبه وتيقن أن الأيام القادمة ستمر عليهم حربا لا يفوز فيها أعتي الرجال
اتكلم يا بابا وفهمنا اللي إحنا شايفينه ده إيه ويارب مايطلع إللي في بالي 
كل ذلك و راندا وإيهاب كل منهم نظرته تختلف عن نظرة الأخر 
أما هو فكان ينظر لها مطأطأ بخذلان ولا يقوي علي مواجهتها وكان فقط ينظر إلي تشتت جسدها حائرة مصډومة غير مصدقة وتكاد تكذب أعينها وجسدها أصبح كالڼار المشټعلة التي تحمي في بدايتها ولم تنطلق شرارتها إلي الآن ولكنها ماإن تكونت لهيبها بفضل ماوضع فيها من عامل أقوي من البنزين حتي انطلقت مسرعة إليه قابضة بتلابيب قميصه وهي تهزه پعنف ودموعها انسدلت من مقلتيها بدون إرادة منها أو قدرة في التحكم علي عدم نزولها وهي تهتف بكلمتين فقط مع هزتها پعنف لجسده 
ليه يا إيهاب ليه !
ليه ليه ليه .......
وتركته وذهبت إلى المنضدة الموضوعة وقامت بقلبها بكل ماعليها من شموع مضائة وأكلات شهية وسكبت محتوياتها أرضا بحدة بالغة وهي تردد 
لاااااااااا مش مصدقة والله إنك
 

تم نسخ الرابط