رواية اشرقت بقلبه للكاتبة ډفنا عمر كاملة
المحتويات
مبررات لا أحد يدري عنها ليكون صمت عزت هو جوابه الصامد رمقه المحقق بنظرة فاحصة قبل أن يملي كلماته للرجل الذي يكتب خلفه قررنا نحن . بحبس المتهم عزت عبد السلام أربعة أيام علي ذمة التحقيق لحين .
نقرات الباب قاطعت ديباجة المحقق ليندفع إحدي العساكر وهو يقدم. له تقريرا جعل عيناه تتسع قبل ان يكسوها الغموض وهو يعود يطالع عزت الناكس رأسه بصمت شارد
جحظ أعين عزت بذهول شديد وهو يردد بصوته الذي يهمس به للمرة الأولى منذ ما حدث عايشة!
لا يدري هل يفرح لمثل هذا الخبر بنجاتها أم يغضب من خذلان يده التي أخفقت بطعنتها ولم تحصد روحها للأبد
شطر من روحه ينتصر لفرحته بنجاة تلك الصغيرة التي كان يشتري لها الحلوى ذات اليوم ويختار أطواق جدائلها.
من جديد يشرد والحيرة تتصارع داخله وعين المحقق الخبيرة تسبر أغواره بنظرات ثاقبة عله يستشف شيئا من تلك الانفعالات الجلية لعينه لتتسع هالة الغموض حول ذاك الرجل.
__________
تقرير الطب الشرعي وضح إن الطعڼة اللي في منطقة البطن كانت خطېرة وكفيلة تنهي حياة المجني عليها بالفعل لولا التدخل الطبي والجراحي السريع انقذ حياتها
عادي يا غيث لسه ليها عمر.
أومأ الأخير له موافقا قبل ان تلمع عينه بومضة غامضة
بس عارف مش مقتنع إن سبب محاولة اخوها لقټلها فقط انه كان عايز منها فلوس أشمعني الليلة دي اللي حاول ېقتلها!
حسب كلام الشهود ده حالهم كل يوم ايه اللي خلي الأمر تطور للقتل الليلة دي بالذات
في هنا علامة استفهام كبيرة!
زميله مفسرا الأمر ببساطة متنساش إن المدمن بيفقد السيطرة تماما علي عقله وبيكون فعلا غير مدرك للي بيعمله.
غامت عين غيث بشخوص أكبر مفكرا مع تمتمته
فحص اللاب توب بتاع المجني عليها كان تقريبا مش عليه أي معلومة توصلنا لشخص ما كانت بتكلمه.
قاطعه غيث بحسم چريمة شرف.
_ علي أي أساس بنيت ظنك ده
صمت لبرهة قبل ان يعرض ما لديه
المجني عليها كانت لابسة قميص نوم وقت وقوع الچريمة.
_ عادي واحدة المفروض انها في بيتها و أوضتها الخاصة وواخدة راحتها شوية ولابسة شيء مريح.
صاح غيث جازما لأ نوع القميص مش من النوع اللي يتقعد به.. ده كأنها كانت مع حد بتستعرض فتنتها گ ست قصاده.
المشكلة اللاب توب فاضي تماما ومفيش اي خيط لشخص تواصلت معاه وده في حد ذاته يثير الريبة مش معقول مكانش ليها حد بتكلمه أمال شارياه تعمل به ايه.
ليواصل وحالة والدتها للأسف مش هتساعدنا نستجوبها الجلطة قصرت علي مركز النطق عندها وشلت بعض أطرافها.
_ طبيعي أم فجأة لقيت ابنها بېقتل أخته مفيش ضغط نفسي أو فاجعة أقوي من كده عشان ټنهار ويحصل اللي حصلها.. الله يصبرها.
صمت غيث بضع لحظات دون رد مفكرا بشرود ليستطرد زميله بقوله رغم اني برضو مش مقتنع
باتجاه تفكيرك وشايف القصة ابسط من كده بس عهدي بيك إن دايما شكك غالبا بيطلع في محله.
ليستطرد عموما أدينا منتظرين حالة المجني عليها تسمح باستجوابها وقتها أكيد هنمسك طرف خيط ما نمشي وراه.
أكتفي غيث بما قال زميله وعقله لا يزال مشټعلا بشكوك وأفكار السوداء.. هاجسا قويا داخله يخبره أن الأمر أكثر تعقيدا مما يبدو عليه..وقلما خذله حدسه بقضية يشرف عليها.!
__________
تشعر بألام في عظامها من رقدتها علي الأرض طيلة الليل جواره انتبهت لوضعها فنظرت سريعا لتجده لا يزال غافيا عجبا ألم يشعر بها راحت تتأمله وهمت بإيقاظه ليلوح لها طيفا من غضبه السابق فيهزمها الخۏف وتتراجع مبتعدة عنه بحرص شديد وعقلها يلهما أنه يحتاج وقتا ليهدأ كي يتقبل محاولاتها من جديد لكن قرارها هذا لم يمنعها لترك قبلة رقيقة فوق شفتيه قبل ان تنهض تستحم وترتدي شيء مناسب وتعد إفطار الصغار.
..
رحمة أنا هفطر من البيتزا بتاعتك يا طنط
مازن وأنا كمان أصلها كانت حلوة أوي.
نظرت لذاك الذي لم يطالعها منذ استيقاظه والجمود يكسوا ملامحه وأنت يا رضا هتفطر بيتزا ولا اعملك حاجة تانية
رمقها مليا كأنه يفكر وهو بحقيقة الأمر يشمل هيئتها بنظرة راضية وشعرها المعقوص أعطاها مظهرا طفوليا لم يراه من قبل وجهها كأنه استعاد حيويته بعد شحوبها الفترة الماضية كما لاحظ أنها تعمدت إخفاء كدمتة ذراعها تراها تنفر من شكلها أم ترحمه من لوم نفسه كلما رآها لا يدري.
_ أي حاجة.
أخيرا أجابها باقتضاب لتصيح رحمة بحماس أصلا آبيه رضا بيحب البيتزا زينا يا طنط يلا بقا عشان نفطر كلنا سوا.
بعد قليل وضعت أمامه مثلثات البيتزا وهي تقول نصيبك يا رضا يارب تعجبك.
رمقها بنظرة خاطفة ثم تذوق القليل منها.
_ عجبتك
تسائلت بلهفة ليهز رأسه هاتفا بخفوت حلوة.
وهم بالنهوض لتمسك ذراعه بنظرة راجية كمل طبقك عشان خاطري لو عايزني انا كمان أكل طبقي.
ليؤازرها مازن بشكل عفوي وانا كمان مش هاكل لو مش أكلت طبقك زينا يا أبيه صح يا رحمة
أتي دور الصغيرة لتدعمه وهي تزيح صحنها عاقدة ذراعيها بتذمر طفولي صح لازم كلنا نخلص أطباقنا.
من جديد يجبروه ليفعل ما لا يريده غريب تبدل الأدوار الذي صار الأن بعد ان كانت أشرقت المجبورة علي كل ما تفعله هنا بالفعل بدأ بالتهام البيتزا التي أعجبته حقا وقبل ان ينهض وجد أشرقت تضع له المزيد في صحنه ليلوح لها بحسم مش هاكل حاجة تاني خلاص.
أشرقت بس ده مش كفاية خد حتة كمان.
_ لأ.
قالها بعناد وهم بالمغادرة ليفاجأه بمازن الذي اندفع نحوه بمرح جالسا علي قدمه يدس مثلث بيتزا كبير بفم رضا سريعا ليتدلي باقي المثلث خارج فمه لتقهقه أشرقت ورحمة بشدة لمظهره بينما نزع رضا البقية من فمه ثم صاح بعتاب حازم كده يا مازن تأكلني ڠصب عني مش قلت شبعت خلاص
الصغير وهو يضحك لأ لازم تخلص طبقك كله زينا.
لكز رضا رأسه برفق يا عم منا خلصته.
ثم التقط مثلث بيتزا وحشره عنوة بفم الصغير الذي قهقه لتنتقل عدوي الضحك للجميع ولم يكن هو استثناء من تلك العدوى لا يدري كيف ضحك معهم وهو يطالع مازن يعافر لابتلاع المثلث وخده انتفخ گ بالون كبير.
لمعت عيناها بحنان وعشق جارف وهي تنظر إليه كم تمنت لو أن بيديها كاميرا الأن تسجل تلك اللحظة وهو يضحك مع الصغار حتي لو لم تكن هي معهم بالصورة يكفي عودة الضحكة لمحياه الحبيب بعد الزوبعة الأخيرة التي أصابتهما.
كم صارت تحمد الله داخلها علي وجود الصغار الذي يلطف الأجواء بينهما لولاهم لصارت الأمور أصعب كثيرا عليها.
__________
يسير في طريقه إليها ولا يدري كيف تطورت الأمور بينها وبين شقيفها إلي هذا الحد كل ما علمه من أحد معارفه أن عزت طعنها پسكين وانتقلت علي أثره للمشفى بينما الأخر تم القبض عليه والتحقيق معه الصورة ليست واضحة لديه ومع هذا سيقوم بدوره معها تظل قمر أم طفله ويوما ما كانت زوجته.
والمروءة تفرض عليه
متابعة القراءة