رواية اشرقت بقلبه للكاتبة ډفنا عمر كاملة

موقع أيام نيوز


علي اقتراحه
_ طاوعيني وهتكسبي 
نظرت إليه شاخصة لبرهة قبل ان تحسم أمرها قائلة 
موافقة علي فكرتك بس هتتنفذ بشكل يطمني أكتر 
اتتظر ليسمع اقتراحها الذي لم ببعد كثيرا عن هواه 
_ نتجوز عرفي اللي اسمه جواز على الهوا ده معرفوشوهنفضل زي ما قلت مش نتقابل هنتكلم فيديو وبسوانت تشد حيلك وتشوف شقة في اسرع وقت بعدها تتطلبني من عزت وترجع تتجوزني علي ايد مأذون قلت ايه

مكث قليلا يرمقها بغموض قبل ان تتسع ابتسامته الماكرة وهو يخبرها موافق يا قمريأي حاجة تطمنك هعملها
تنهدت براحة واكتسبت نظرتها انتصارا وهي تتخيل أنها أجبرته ليمشي علي قوانينها ويحقق شروطها هي 
ولا تعرف انها ما نفذت إلا رغبته هو 
وبقوانينه هو 
________
رواية أشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
________
توجه لأقرب سوبر ماركت وراح ينتقي لصغيره وأولاد أخيه سامي بعض الحلوي والمقرمشات التي يفضلونها ثم توجه لبناية أخيه وقد اشتاق لطفله ووالدته الماكثة لديه منذ فترة
استقبلته بحنان كعهدها كما رحبت به زوجة أخيه ليمزح رفعت بقوله ماما أعملي حسابك هترجعي معايا بكرة مش هسيبك أكتر من كده ولا عاجبك القاعدة عند سامي وهتنسي ابنك رفعت
ضحكت وهي تلمح غيرته الحميدة مغمغمة لا خلاص يا حبيبي بكرة هنمشي سوا عشان كده سامي أخوك مجهزلنا سهرة حلوة على الروف عشان يبسطك قبل ما ماتمشي
رفعت والله أخويا ده صاحب مزاج طب هو فين
_ بيوصي علي أوردر السمك المشوي والجمبري وجاي
_ طب وابني وولاد عمه فين مش شايفهم
_ كلهم فوق في الروف بيلعبوا 
لتستطرد أطلع استنانا معاهم يا حبيبي وانا ونجوي هنحصلك مع سامي لما يجي
تعجب رفعت طلب والدته قائلا ليه يا ماما أطلع لوحدي هستني لما سامي يجي و 
قاطعته يا حبيبي اسبقنا واسمع كلامي ده الجو فوق هيعجبك اوي ولا مش وحشك ابنك
لم يقتنع رفعت لكنه لم يجادلها وأخذ الأمر ببساطة وصعد للأعلى مشتاقا حقا لطفله بمجرد أن بلغ أخر درجات السلم وصل لسمعه ضحكة أنثوية غريبة عليه فتراجع خطوتان لعل هناك سكان صعدوا للروف وربما يزعجهم بوجوده قرر ان يهبط ويعود مع عائلته ليكون الأمر أكثر لياقة وقبل أن يبتعد كثيرا سمع قهقهة طفله التي لن تخطئها أذنيه دفعه فضوله واهتمامه ليتلصص برأسه من زاوية الباب المشرع كي يري مع من يضحك لمح فتاة نحيلة فارعة القوام تركض بخفة وثوبها الفضفاض الطويل يرفرف حولها مع حجابها الرقيق المتطاير وكفيها يحتجزان كرة قدم ملونة تقذفها نحو صغيره الذي حاول تلقفها فلم تساعده يديه الصغيرة وأخفق بالتقاطها لتضحك وهي تقترب وتحمله بين ذراعيها وتلاطفه فتعلو ضحكاته نمى لديه فضول ليري وجهها المحجوب عنه وهي تعطيه ظهرها لتحين منها التفاتة جعلته يضيق عيناه بتركيز والملامح تبدو مألوفة لديه لقد رأى هذا الوجه قبل ذلك لكن الذاكرة لا تسعفه ليتذكر قبل ان تتسع عيناه بغتة وهو يهمس في نفسه مودة!
الأن تذكر تلك الصغيرة شقيقة نجوى عجبا متي أكتسبت كل هذا الطول و والجمال لقد غدت فتاة جذابة رقيقة بشكل لم يتوقعه ومض بعقله ذكرى اعترافها المتهور بالحب و الذي خطته علي ورقة صغيرة ودسته بإحدي الكتب ليراه ولم يعتبره حينها سوى أعتراف طفولي غير ناضج وتناساه تماما ولم يذكره بعدها حتى في نفسه ولو مرة واحدة اعتبره خيالات مراهقة عادية لا تحتمل حتي اللوم الذكرى جعلته يبتسم قبل أن يقرر الإعلان عن وجوده فلا يصح وقوفه وهو يراقبها گ الصبيا الصغار
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجمدت مودة في موضعها بعد أن أدركت من صاحب الصوت وتخشب جسدها فاقدة السيطرة عليه وعيناها المتسعة ترمقه بدهشة غير متوقعة مجيئه لم تخبرها نجوى انه سوف يأتي الليلة وظنت قدومه في صباح الغد لو علمت ما أتت هي تشاركهم السهرة فوق الروف بعد ان دعتها بإلحاح والدة رفعت
وجدته يدنو نحوها محافظا علي مسافة مناسبة لتتجرع ريقها بصعوبة وهو يبتسم لها تلك الابتسامة الرائعة
مع صوته الرخيم أزيك يا مودة أوعي تكوني نسيتي أنا مين!
هنا رفرفرت أهدابها وصوت ضميرها يهمس بلوعة تنساه! كيف وكل مصيبتها أنها فشلت أن تنساه او تصرف عقلها عنه طيلة السنوات الماضية كيف وهي تتابع أخباره خلسة عبر حسابه الشخصي وتتلقف كل معلومة تعرفها عنه مؤخرا اكتسبت منشوراته بعض الحزن هذا منطقي جدا بعد فراق زوجته الذي طال ربما اشتاقها ربما يناجيها عبر كلماته أن تعود ربما وربمابئر فضولها يتسع للكثير من الأسئلة دون إجابات فاصلة
_ شكلك نسيتني
قاطع شرودها الطويل بكلمتيه لتتنحنح بحرج هامسة لا طبعا فاكراك يا أستاذ رفعت
منحها ابتسامة أخرى كأن ينقصها انجذاب له لتخفض بصرها سريعا قائلة مكنتش أعرف ان حضرتك جاي انهاردة 
_ وانا برضو مكنتش اعرف إنك هنا بس أكيد مبسوط إني شوفتك يا مودة 
نطقه لأسمها بهذا الود زاده حلاوة بأذنيها تشعر أنها أضحت متطرفة بتأثرها به وتخاف أن ينسكب سيل عواطفها من عيناها كالحمقاء فلترحل الأن
_ عن أذنك 
_ أنتي مش هتسهري معانا 
_ لأ 
قالتها سريعا لتقطع أي تردد مواصلة أنا لازم امشي عشان ورايا حاجات مهمة اعملهاعن أذن حضرتك 
بدا عليه الأسف مع قوله خسارة كنت اتمني تفضلي واتكلم معاكي واعرف أخبارك بقالي سنين ماشوفتكيش
ثم تذكر شيئا ليتبع قوله علي فكرة الأكل بتاع المرة اللي فاتت كان تحفة واتفاجأت ان انتي اللي عملتيه تسلم ايدك 
سرها كثيرا سماعها إطراءه لطهوها ربما هذا أفضل شيء تختم به حديثهما القصير هذا مع ردها المقتضب الخجول الله يسلمك أستأذن أنا
رحلت سريعا من أمامه خوفا من أن يستمع لدقات قلبها الصاخبة بين ضلوعها ألتهمت الدرج دفعة واحدة ثم توقفت تتمالك نفسها قليلا عند مدخل البنايه ثم تابعت سيرها حيث رفيقتها مرام تحتاج بشدة الحديث معها الأن
_ أمال مودة راحت فين يا رفعت 
تسائلت نجوي بعجب ليجيبها قالت وراها حاجات مهمة 
ولازم تمشي
_ وراها ايه يعني المچنونة دي
لم يعلق رفعت علي حديث زوجة أخيه متغاضيا عن الأمر وهو يلاطف الصغار ويوزع عليهم الحلوي التي ابتاعها لأجلهم بينما والدته تبتسم بخبث وظنها تأكد لديها بعد مغادرة مودة الأمر لا يحتاج لذكاء خارق لتفهم أن الصغيرة تحمل مشاعر لأبنها رفعت وهذا وحده إنجاز وخطوة كبيرة فيما تخطط له نظرت عيناها للسماء بتضرع تدعوا سرا أن تسير الأمور كما تتمناها تلك الفراشة الرقيقة هي عوض الله لابنها طيب القلب
___
وقفت أمام الموقد يغلفها الشرود بحالها وكيف تعيد الأمور لنصابها الأول مع زوجها الغاضب الذي صار يعاملها ببرود وجمود انطفأت لهفته وتوقف نبع حنانه المتدفق لتقاسي برودة واقعها المرير دون دفئه كم اشتاقت عناقه همساته وهو يوقظها لتأخذ هديتها من شفتيه كل صباح ضحكته وهو يشاكسها كلما ڠضبت مداعبته لشعرها المفرود علي وسادته الشوق ېقتلها وأطياف ذكرايتها القصيرة معه تعذبها كم كانت معصوبة العين والقلب والعقل
بخضم شرودها العميق لم تدرك أشرقت البركان الأبيض وهو يفور ويغرق ما حوله أسرعت تغلق شعلة الموقد ناعتة نفسها بالغباء تشتهي مرة إدراك اللبن قبل أن يفور هكذا نظرت لساعة الحائط لتطمئن أن الوقت لا يزال معها لقد استيقظت باكرا
 

تم نسخ الرابط