رواية اشرقت بقلبه للكاتبة ډفنا عمر كاملة

موقع أيام نيوز

 

النيران!
لما لا تحرقهم جميعا كما حرقوا روحها
لا يهم مصيرها لو فعلتها بل ستتفاخر انها خلصت البشرية من أمثالهم لينقذها خاطرا ومض بعقلها بصوت المنطق. 
  وهل يستحقون ان تفقد حياتها ومستقبلها لأجلهم
ألن يقيدها طوق المشنقة وتفيض روحها
لا لن تختم حياتها كفرا وتخسر ما تبقى لها. 
استعاذت من الشيطان ونهضت تتوضأ وتصلي وبينما هي ساجدة راحت تناجي ربها وتبكي بحړقة وهي تدعوه ليخلصها من هذا العڈاب ويعطيها الشجاعة لترحل لن يستقيم الأمر ثانيا ستموت كل يوم وهي هنا أصبحت تكره حتي الهواء الدي يحمل أنفاسهم تبغض الجميع وتتمنى الخلاص في أقرب وقت ولكي يتحقق هذا يجب ان تخطط لرحيلها هي أضحت لا تملك شيء. 

وسوف تستعيد من خسرته قبل أن ترحل للأبد.
رواية أشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
أخيرا حدثته أشرقت ونظرت لوجهه حتى لو كانت نظرتها باردة يكفي أنها بدأت تستجيب طلبت منه استعادة مصوغاتها فليكن لا يزال يتبقى معه بعض النقود من ثمنها سوف يبتاع لها شيئا لترضى والأن عليه أن يمهد الأمر لوالدته.
گ عادة الأخيرة بهذا التوقيت تكون جالسة فوق الأريكة القديمة تتجرع أرجيلتها بهدوء ليقترب منها عزت ملاطفا صباح الخير علي ست الناس. 
ابتسمت بعد أن نفثت سحب دخانها  صباحك قشطة كنت فاكراك نزلت شغلك. 
ثم لوت شفتيها ساخرة  أمال المحروسة مراتك فين ولا استحلت الراحة و الأنتخة و لسه نايمة
أهتزت حدقتيه بتوتر طفيف قبل أن يستعيد قدر يسير من ثباته أمامها هاتفا  
بقولك ايه ياما البت أشرقت صعبانة عليا أوي بعد اللي حصل أخر مرة دي مراتي برضو وانتي
ضربتيها و عدمتيها العافية كان حقك تحوشيني عنها مش تكملي عليها معايا.
شهقت باستخفاف وهي تلقي عصا أرجيلتها بحدة  جري ايه يا واد مالك خرع ليه ما تنشف كده و تسترجل عايزني أسمي عليها وهي بتعلي صوتها عليك وتبجح فيك وتمد ايدها عايزني اسيبها تركبنا وما نعرفش نمشيها بعد كده
واسترسلت تمطره بحدتها الساخرة  ولما المحروسة صعبانة عليك و قلبك رهيف من ناحيتها كده معملتش اللي طلبته منك ليه يا عنيا بعت دهبها وكل يوم تشرب به الهباب بتاعك عشان مزاجك ولا انت فاكرني نايمة علي وداني وتلاقيك خلصت كل الفلوس كمان.
اسرع ينفي بقوله لا لا مش كلها والله لسه فاضل معايا مبلغ حلو. 
وواصل مطرقا الحديد و هو ساخن  بصراحة انا ضميري واجعني عشانها و قلت اجيبلها باللي باقي من فلوسها حتتين دهب وكده هراضيها تاني و تفوق لينا وترجع تخدمك زي الأول قلت ايه ياما وغلاوتي عندك ما تمنعيني البيت بقى كله نكد وأنا عايز كل حاجة ترجع لأصلها.
زفرت أسراب دخانها المتراقص بعيون شاخصة وهي تفكر مليا بعمق وعزت يرمقها بترقب قبل ان تنظر اليه قائلة خلاص يا أبو قلب حنين عشان تعرف بس ان قلب أمك مش يهون عليه زعلك هات الفلوس اللي باقية معاك وانا هجيبلها بيهم حتتين دهب علي ذوقي نصالحها بيهم.
حدجها بريبة لتنهره بحدة  جري ايه يا واد بتبصلي كده ليه انت مستخون امك هو انا لو مش موافقة كنت ألف وادور عليك ليه ما انت عارف انا مابيهمنيش حاجة ولو مش عايزاك تجيب حاجة كنت همنعك وأنت عارف. 
واستطردت بما فاقم من ريبته  انا بعترف إني ضړبت مراتك جامد ومفيهاش حاجة اما نراضيها خليها ترجع تشوف البيت وتقوم بطلباتنا بس علي الله يطمر فيها.
أيا كان غرضها لا يهمه الأهم لديه أنها وافقت علي اقتراحه فغمغم براحة متحرمش منك ياما خلاص بالليل هتكون الفلوس عندك بس تشتري الدهب بكرة الصبح اتفقنا
أومأت له وهي ترتشف أرجيلتها وأفكار شتي تختمر برأسها تلك اللحظة.
تجول كثيرا قبل أن يعود لمنزله مساء حتي ابتاع لها قميص بلونها المفضل وزجاجة عطر وبعض الحلوي وشطائر لحم الشاورما التي تحبها هو في قرارة نفسه يعلم انه ظلمها هو و والدته الغريب ان مع قسوته معها يشعر بافتقادها زوجته جذابة و جميلة مثل وجه الشمس حين يشرق بعد العتمة أنوثتها ترضي عطش رجولته العڼيفة رغم برودتها معه ربما لم يقف لحظة مع نفسه ليتسائل هل ينجح في إرضائها حين تكون معه لا يهمه مادام هو نال راحته و أشبع رغبته بها. 
رؤيتها مكتئبة ونور الحياة مطفأ بعيناها جعله للمرة الأولى ينتبه لها و يتألم لأجلها سيفعل ما تريد ان كانت تريد طفلا سيسعي معها في الخفاء لإنجابه كي يسلم من نقد والدته اللاذع وسخريتها منه هو الرابح لو رضيت عنه زوجته ارتاح لهذا القرار وعاد لبيته بروح جديدة مر علي غرفة والدته ليأخذ بغيته. 
منحته علبة قطيفة حمراء وهي تقول  اتفصل يا اخويا نزلت مخصوص اشتري لمراتك دهب عشان تصالحها به ولعلمك أنا حطيت من جيبي خمسميت جنيه بحالهم عشان اجيبلها حاجة عليها القيمة يا رب يطمر فيها وألاقيها الصبح قايمة و شايفة اللي وراها البيت بقا زي الزريبة وأنا مقدرش انضفه. 
لثم كفها بحماس  هيطمر ياما والله وهتلاقيها الصبح مزاجها رايق و زي الحصان دي أشرقت مرات ابنك برضو وطول عمرها طوع أمرك.
بمسحة غيرة لمحت حقيبتي الشطائر والحلوى العالقين بين أصابعه رائحة الطعام تزكم أنفها ابنها يطاطي رأسه كي يرضي زوجته يا خسارة الرجالة هكذا همست بصوت ضميرها لتردف بامتعاض واضح  ماشي يا اخويا يلا هوينا و روح للبرنسيسة بتاعتك وسبني انام عشان من النجمة هروح أزور أختك قمر واطمن عليها واخد معايا شوية حاجات من السوق.
تركها منتعشا براحة طاغية عبر لغرفتها فوجدها بنفس الجمود الذي لم يفارقها منذ ما حدث لا تلتفت له رغم علمها بوجوده روحها تعف عن رؤيته وتشعر بالغثيان أقترب لها هامسا أشرقت أنا عارف انك لسه زعلانة ومش طايقة تبصي في خلقتي بس انا ما يهونش عليا زعلك وحالتك دي. 
ثم قدم لها العلبة الحمراء قائلا  وعشان تعرفي اني ندمان علي اللي حصل من امي انا خليتها هي بنفسها تشتريلك حتتين الدهب بالفلوس اللي فضلت معايا واعتبري باقي دهبك دين عليا يا ستي  وان شاء الله هجيبوه في أقرب وقت.
مازالت عيناها زجاجية لا تبصره حركت حدقتاها الباردة فقط لترمق الذهب الذي احضره بشرود ليواصل علي أمل ان تستجيب بصي كمان يابت يا أشرقت اشتريتلك ايه قميص  باللون اللي بتحبيه وإزازة ريحة أصلي معتبرة وكمان الحلويات والشاورما اللي بتحبيهم وغلاوتك حاجة نضيفة عشان عيونك يلا بقا يا بت قومي البسي القميص و الدهب و فرفشي القعدة كده وخلينا ناكل لقمة ونسهر سوا سهرة عنب.
لا استجابة لكنه
لم ييأس مواصلا  طب ايه رأيك كمان بكره هفسحك واخليكي تغيري جو طول اليوم وهتتغدي وتتعشي برة كمان بس انتي فوقي كده وكلميني يا أشرقت.
ثم همس وهو يحاول لمسها  يابت انا مشتاقلك افهمي يا غشيمة. 
هنا نفضته عنها وهي ترمقه باشمئزاز تخطاه وهو يوصل أغرائها بعروضه كي ترضى 
ولو علي موضوع الخلفة والعيال خلاص يا ستي هنروح انا وانتي لدكتور بس من وري امي
 

تم نسخ الرابط