رواية عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر (كاملة)
المحتويات
قولتله تعيش انت..
انتفض واقفا يقاطعها
بتقولي إيه
نهض عصام هو الاخر ولكن ليسألها بهدوء
وبعد ما قولتيلوا حصل ايه.
اجابت متهربة منهم بعيناها
بصراحة حزن قوي وهو دلوقتي عمال يعيط عليه بحړقة وحتى والده مش عارف يهديه
ېخرب بيتك .
قالها علاء وهو يجري مهرولا نحو المبنى الموجودة به غرفة اخيه.. اما عصام فجز على اسنانه ملوحا لها بقبضته يقول
ثم تحرك مسرعا ليلحق بصديقه .
...................................
بدموع الۏجع التي لا تتوقف كان يبكى صديقه الصغير.. وهو لايزال عقله لا يستوعب او يصدق الخبر .. ولكن ۏجع قلبه يخبره الحقيقة
ادهم وهو يربت على ذراعه بقلب وجل
ياحبيبي مش كدة هدي نفسك.. دا احنا مصدقنا انك بدأت تتحسن.
انا السبب انا السبب عشان لو مكنتش اخدتوا معايا في مشوار الزفت ده مكانش حصل اللي حصل وراح فيها.
صاح عليه أدهم بصرامة
بس يابني حرام عليك واستغفر ربنا.. دا قضاء الله وقدره.. واحنا مالناش الإعتراض على حكمته.
استتغفر الله العظيم.. استغفر الله العظيم يارب
تنهد أدهم بعمق وهو يهدهده
ايوة يابني استغفر واستعيذ من الشيطان الرجيم .. دي كلها أقدار من ربنا.
مسح بأبهامه دمعة اخرى وهو يخاطب والده بحدة
بس دا مكانش قدر ربنا .. شكل العربية اللي دخلت علينا فجأة مايظهرش ابدا انها حاډثة.. لا دي واضح قوي انها كانت قصدانا.. هو انا تليفوني فين والبت امينة صح راحت فين ماټت هي كمان ولا إيه بالظبط
بت امينة مين احنا منعرفش ان كان معاكم ست ولا نعرف هي راحت فين وان كان على تلفونك فهو موجود ياحبيبي.. بس دا ادشدش واتكسر خالص.
سأله بخشونة
وتليفون حودة راح فين
اجاب ادهم وهو يلوح بكفه
والله يابني مااعرف بس بكرة هاسأل عليه الشرطة ولازم اعرف بس انت مهتم اوي كدة بيه ليه
عشان عليه التسجيلات ولا هي الست نرمين ماقلتلكش باللي حصل
انتفض في وقفته واتسعت عيناه سائلا
مالها نيرمين ياحسين هي إيه حكايتها بالظبط البت دي عشان انا لو شفتها تاني بعد ماهربت من غير سبب هاشرب من ډمها .
ابتسم يجيبه بسخرية مريرة
لا هو انت متعرفش ان الزفت سعد اللي أخد فلوس منك زمان عشان يبعد فاتن عن ابنك علاء هو نفسه اللي كان مرافق نيرمين صاحبة اخته قبل ما يزقها على علاء واما تفشل معاه ترمي شباكها عليك انت فتوقعك وتتجوزها .. وهي لساها برضوا عشيقته .
آيه اللى انت بتقوه ده ياحسين دا كلام خطېر اوي يابني .
ردد مؤكدا قوله
توقفت جملته حينما رأى أخيه واقفا بجوار الباب بوجه شاحب.. يبدوا انه استمع لمعظم الحديث .. انصعق أدهم على رؤية ابنه الصامت ونظرة عيناه وحدها تتحدث .
...............................
حينما انفتح باب الشقة الفخمة استقبلتهم الخادمة الصغيرة بابتسامة مرحبة بهم
اهلا اهلا ياهانم اتفضلوا .
توقفت مكانها مندهشة وهي ترى عمتها تدلف لداخل الشقة و ترد التحية على الفتاة
ازيك ياصابرين عاملة إيه بابت
صابرين!!
همست بالأسم متمتمة بتعجب قبل ان تجفلها عمتها التي عادت لتسحبها و تدلف لداخل المنزل
شايفاني داخلة مش تدخلي على طول ورايا بدال ماانتي واقفة كدة زي سنفور المحطة .
رددت مندهشة
يقربولك إيه اهل الشقة دي ياعمتي دول شكلهم يعرفوكي من زمان واكنهم عشرة معاكي.
ابتسمت فوزية وهي تجلسها على اقرب مقعد وجدته امامها فجلست هي على الاخر بجوارها تقول
عشرة فين يابت وانا ساكنة في الصعيد وهما هنا في القاهرة.
اهتزت شفتيها فجر وهي لا تجد من الكلام ما ترد به على عمتها التي تغرقها في غموض كلماتها وافعالها المختلفة.. اشرق وجه فوزية فجأة وهي تنظر أمامها
اهلا اهلا بالقمر.
ابتسمت فجر وهي تسألها ببلاهة
يامشاء الله ياعمتي.. الولد اترمى في حضنك واكنه عارفك من زمان
ازداد اتساع ابتسامة عمتها وهي تخرج الطفل من أحضانها و تخاطبه
بيدو ياقمر سلم على البت الحلوة دي اللي قدامك
واسمه بيدوا كمان
قالتها وهي تدنوا نحو الطفل الذي مد اليها كفه الصغيرة بأدب قائلا
اهلا ياطنت .
ضحكت مرحبة وهي تستقبل كفه الصغيرة بكفها
يااهلا ياحبيبي ياروح طنت انت ....
رفعت رأسها فجأة نحو عمتها ثم عادت تدقق جيدا في ملامح الطفل وقد ارتسم الوجوم على وجهها بشكل جلي .. قبل ان تهتف على عمتها بزعر
مين ده ياعمتي !
.
الوجه الطفولى المستدير ذا اللون البرونزي المحبب للعين والرموش السوداء الكثيفة.. لم يغطوا ابدا على باقي الملامح المعروفة لديها .. لون العسل في عينيه.. الأنف الصغير والمستقيم بعزة وكبرياء.. وجنتية الممتلئتين.. عظام الوجه نفسها تشهد بقرب الشبه العجيب.. فمه الصغير المنفرج بابتسامة مازالت ذكراها صاخبة بعقلها .. مما جعلها تنتفض عائدة بظهرها للكرسي وكف الصغير مازلت بكفها.. لتسألها پخوف
مين دا ياعمتي
تبسمت فوزيه قائلة بمكر
ايه فجر هو انتي بتشبهي عليه ولا الولد شكله عاجبك
رفعت عيناها من وجه الولد لتنظر لعمتها التي ارتسمت التسلية على ملامحها بوضوح مما جعل فجر تقف مذعورة تتلفت في اركان المنزل وهي تردد
هو احنا فين بالظبط وانتي جايباني هنا ليه مين يقربلك في البيت ده ياعمتي...
توقفت ابصارها فجأة على إحدى الزوايا في الحائط لتتقدم بخطواتها نحو الصورة المؤطرة الكبيرة وهي معلقة على الحائط لتجد الطفل في أحضان إمرأة جميلة وو.......... انتفضت مذعورة وهي تحدق بوجهها في الصورة .. استدارت لعمتها وهي تردد بعدم اتزان
دي فاتن ياعمتي.. هي اتصورت امتى كدة ومين الولد اللي في حضنها و....
حدقت بالطفل بأعين متسعة قبل ان تعود للصورة المؤطرة مرة اخرى فوجدتها هي نفسها واقفة امامها بابتسامتها الرائعة تقول
ازيك يافجر!
شهقت مڤزوعة فاغرة فمها للحظات ترتد بأقدامها للخلف تفرك بعيناها لتتبين جيدا هل ماتراه الان حقيقة ام خيال ولكن الخۏف لم يمهلها الاستيعاب لتسقط مغشيا عليها على الارض ويحاوطها الظلام.
متسمرا مكانه بمدخل الغرفة كتمثال من الرخام.. وجهه انطفئت فيه الحياة.. شفتاه المطبقتان وعيناه تتحرك بداخلهم مقلتيه باضطراب وكأنه يستجدي منهم التكذيب.. ولكن كيف وهذا مانطق
متابعة القراءة