رواية عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر (كاملة)
المحتويات
تعبانة
ها.
فتحت فاهها مجفلة لا تدري بما تجيب .. لتفاجأ بطرق خفيف على باب الشقة وصوته يهتف
عم شاكر .. ياست ام ابراهيم .
اجاب الرجل وامرأته ببشاشة
اتفضل يابني واقف ليه عندك هو انت غريب
حدقت به وهو يدلف لداخل الشقة فجحظت عيناها پصدمة وهي ترى ما يمسكه بيده وهو يتكلم بدماثة وزوق
مساء الخير ياجماعة .. انا جيت بس اسلم الانسة فجر شنطتها اللي نسيتها معايا في العربية .
صدرت من سميرة بصوت يشبه الصړاخ من دهشته..
اغمضت فجر عيناها يائسة .. لتكتمل معها ماسي هذا اليوم الطويل والغريب.. تنحنح هو قبل يجيبها
اصل انا كنت معدي بعربيتي في الشارع اللي وقعت فيه الانسة فجر ساعة ما وقعت ..
قاطعه شاكر سائلا
هو انت اللي وصلتها المستشفى
اسم النبي حارسك يابني وصاينك.. راجل وشهم.. مايفوتكش واجب وعلى كده بقى انت اللي وصلتها هنا بعربيتك .
كادت ان تبكي مڼهارة أمامهم.. ولكنها تماسكت بصعوبة ..قال هو مبتسما ببرائة
طبعا ياخالتي سميرة.. دي اصول وواجب عليا .
والنبي ياحبيبي .. انت مافيش منك ولا زيك في الدنيا كلها .
تمتمت فجر بداخلها
فاضل بس تدعي عليا قدامه وتقولي هو خسارة فيكى وبكرة ياخد ست ستك .. عشان يكمل مسلسل الذل .
اكمل شاكر على قول زوجته
انتي بتقولي فيها ياام إبراهيم.. انا عن نفسي ما شوفتش في حياتي كلها حد بشهامته ولا جدعنته .
الټفت الجميع على صوت إبراهيم وهو خارج من غرفته بالعكاز وكما توقعت تماما هرول نحوه يحمله بحب .
حبيبي انت ياابوخليل .. تاعب نفسك ليه بس وخارج .. مش تنده عليا عشان اجيلك بنفسي.
ضړبت بيدها على الجزء السليم من جبهتها ..تهمس
يارب بقى ..عدي أم اليوم دا على خير.. انا خلصت.
إنت صحيح وصلت فجر للمستشفى النهاردة ياعلاء
رفع رأسه عن الهاتف يجيب والدته
ايوة فعلا.. وانتي عرفتي منين بقى ياام علاء
جلست بجواره على الأريكة قائلة بمرح
عرفت من امها ياحبيبي.. دي فضلت تتشكر فيك يجي ساعة.. وتهنيني انا بقى علي تربيتي الصالحة في ولادي .. ان كان انت ولا حسين كمان .
حسين كمان! وانت قولتي إيه ياست الكل
يعني هاقول ايه بس يابني في موقف زي ده مدام صادفت البنت ساعة ماوقعت في الشارع وساعدتها فدا واجب عليك.. المهم بقى.. هي قبلت تركب معاك العربية ازاي بعد اللي حصل منها امبارح
قال بارتباك
يعني ياست الكل ...هي كانت متصابة وقبلت المساعدة .. هوقولها انا قبلتي مساعدتي ليه بعد رفضك ليا امبارح.. وبصراحة يعني.. فجر مش صعبة قوي لدرجادي.
قصدك إيه
ها .
إيه إللي ها بقولك تقصد إيه
قال مغيرا دفة الحديث
ياست الكل ..انتي هاتفضلي تقرري فيا كدة وتسيبني جعان ..فين الاكل اللي قولتي انك بتحضريه من يجي ساعة
يا حبيب قلبي انت لدرجادي جعان ثواني الاكل هايبقى جاهز .
تبسم بيأس من طيبة والدته وحنانها قبل أن يلتفت لهاتفه فضغط بإبهامه على اسمها !.. اتاه صوتها بنعاس
الوو.. مين معايا على التليفون
قال بمرح
إيه ياست البنات.. هو انت لحقتي تنامي
صمتت قليلا قبل ان تجيب بعد لحظات پصدمة
انت عرفت نمرتي منين يابني أدم انت وإيه اللي يخليك تتصل بيا أساسا
انت كمان عرفتي صوتي .. لا دا انا كدة افرح بقى
اتاه صوتها المتذمر
بقولك ايه ياجدع انت..اقفل السكة انت.. بدل ماقفلها انا في وشك.
صدر صوته الحازم
إياكي تقفلي يافجر انا بحذرك اهو.
صمتت فوصله صوت انفاسها الحادة ..فتابع .
واسمعيني بقى وافهمي.. مدام قررتي تسألي في القديم عشان تعرفي..فانا انا كمان قررت اشاركك عشان افهم .
تفهم ايه انت عايز إيه بالظبط.
عايز افهمك ان مقابلتك المرة الجاية مع اللي اسمه..عصام.. ماهتبقيش فيها معاه لوحدك.. عشان هابقى انا طرف فيها !
.... ..
والنبي زي ما بقولك كدة... انا عن نفسي اتفاجأت زيك بعد ما عرفت من ماما .
تفوهت بها شروق لمحدثها وهي تتأمل نفسها أمام المراة بإعجاب.. اتاها صوته المندهش
يابنتي إيه الجنان ده يعني الصبح تقوليلي ان اختك
فجر رفضت اخويا علاء قدام والدتي والاتنين خرجوا من عندكم غضبانين بالليل ودلوقتي جاية تقولي ان علاء هو اللي وصل اختك على المستشفى والبيت كمان.. طب اصدقها ازاي دي بقى
ضحكت بمرح وهي تردف بدعابة
شكلهم كدة بيحبوا بعض الجماعة دول وبنفس الوقت بيستعبطوا قدامنا.
قال بتمني
ياريت ياشروق والله انا اتمنى من كل قلبي .. دا اخويا علاء دا طيب قوي وتعب وشقي مع والدي كتير .
ياسلام ياحبيبي ما انا كمان اختي زينة البنات وتستاهل كل خير .
وصلها صوته الضاحك
يعني الاتنين ولاد حلال ويستاهلوا كل خير.. ادعي ربنا بقى يجمع قلوبهم على بعض.
يارب يارب .
تعرفي ياشروق.. ان اخويا علاء كان ليه قصة حب كبيرة مع واحدة زمان .
استدارت بجسدها عن المراة تسأله باهتمام
لا دي أول مرة اعرف.. ودي كانت قريبتكم ولا زميلته في الجامعة
لا كانت قريبتنا ولا زميلته في الجامعة.. دي كانت بنت جيرانا في الشارع اللي ورانا بس بقى في الجزء الفقير.. اصلهم كانوا ناس على قد حالهم ووالدي اياميها ماعجبهوش الوضع ورفض البنت يطلبها لعلاء..وحصل مشاكل وقتها وخناق مابينهم لأنه كان متمسك بيها لاخر نفس.. لكنه فجأة بقى صرف نظر وانتهت حكايتهم لما البنت سافرت هي وأهلها على الصعيد وعزلوا نهائي من المنطقة.
قالت بتأثر
ياعيني.. بزعل انا من قصص الحب اللي بتنتهي كده من غير جواز ولا ارتباط.
فجأءها يقول
على فكرة ياشروق انا نسيت ما اقولك.. البنت دي تشبهك قوي.. وانا كنت سمعت من والدتي قبل كده انها تقربلكم .
عقدت حاجبيها بدهشة
تقربلنا احنا ازاي بقى هي كانت اسمها ايه ولا بنت مين عشان اعرف
والدها كان راجل نجار كدة اسمه بدر عوض الصعيدي.. والبنت نفسها كان اسمها فاتن .
انت بتقول فاتن معقول هي دي اللي كان بيحبها علاء!
...............................
اعتدلت بجذعها على الفراش وتفرك بكفها على جانب وجهها وقد طار منها النعاس وهي تستوعب كلماته.. فقالت بامتعاض
سمعني تاني لو سمحت.. عشان الظاهر كدة انا ماا سمعتش كويس.
قال بتصميم وهو يشدد على كلماته
لا إنتي سمعتي كويس يافجر.. بس بتقاوحي.. ورغم كدة انا هاكرر برضوا تاني .. مقابلتك مع الدكتور عصام المرة الجاية هاتبقى شاملاني انا كمان .
هتفت حانقة
وتشملك إنت ليه بقى المقابلة دي هو لقاء القمة دول يدوب كلمتين هاخدهم منه عشان اعرف اللي حصل زمان .
وصلها صوته بحدة
انا عارف انهم كلمتين..
متابعة القراءة