رواية عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر (كاملة)
المحتويات
مازن ابن سيد صاحب مخبز العيش في الشارع اللي وراكم .. وصاحبي هو حودة.. حودة اللي كان مع عم حسين اخوك في الحاډثة.
اومأ برأسه متفهما قبل ان يرد على الفتى بإشفاق
يابني بس انت صغير اوي وهما مش بيدخوا اي حد وخلاص .
كلمهم ياعم علاء .. هما اكيد هايسمعوا كلامك .
رد عليه سعد ما بين اسنانه
ماقالك ياض انت صغير وهما مش بيدخلوا حد يعني لازم تكون قريبه او يخصك.. هي غلبة وخلاص .
وحياة الغالين عندك لا تخليهم يدخلوني.. انا راجل وهاتحمل.. يعني مش هاعملهم مشاكل ولا اجيب عليهم مسؤلية.. ربنا ينجيلك عم حسين يارب.
........... ............
بعد دقائق وبعد ان تمكن الفتى من اقناع علاء الذي تصرف مع عمال الحجرة اشفاقا على الفتى وتقديرا لرجولته رغم صغر سنه ووفاءه النادر لصديقه .. كان واقفا امام چثة صديقه بشجاعة نادرة ومع ذلك ينوح بصوت عالي وهو يقبل رأسه
اخذ فترة يشهق بغير توقف .. قبل ان يكمل
اطمن ياحبيبي على خواتك البنات ووالدتك.... والنعمة ما هخليهم يحتاحوا لحاجة ورقبتي هاتفضل دايما سدادة في أي حاجة يحتاجوها....... وعد عليا ياحبيبي لاكمل اي طريق مشيت فيه لوحدك او مشيتوا انا معاك...... وانت عارف ومتأكد من صدق أي كلمة بتخرج من صاحبك..........صاحبك ياحبيبي .. ياحبيبي ياغالي.
الو ياما ...... ربنا يرحمه يارب انا لسه مخرجتش من المستشفى............ياما والنبي انا ماڤيا حيل للكلام دلوقت .......... حاضر ياما مش هاتأخر ........... لا ياما انا مضمنش انا هارجع امتى عشان انا دلوقتي عندي شغل..........مافيش حاجة انتهت ياما بمۏت حودة... انا لسة شغلي ما وقفش!
................................
فتحت اجفانها لتبصر هذا الضوء الأبيض القوي .. تأن پألم من جميع جسدها .. تتناثر الاصوات كثيرة حولها دون توقف .. حركت رأسها بصعوبة نحو هذا التجمع الكثير لأناس تغدي وتروح ولا تعلمهم.. توقفت عيناها نحو المرأة الجالسة بالسرير الطبي بجوارها والتي انتبهت عليها هي الأخرى فقالت بحماس
رفرفرت برموشها قليلا تستوعب اين هي.. نزلت انظارها نحو جسدها الممدد على التخت الطبي.. تفاجأت بهذه الأربطة الطبية والملتفة حول ذراعها المستند فوقها .. فقالت بصوت متعب
هو انا من امتى هنا وليه حاسة بجسمي كله واجعني هو حصل ايه
ردت المراة وهي تقضم قطعة من الفاكهة التي بيدها وهي تتفحصها بتركيز
اغمضت عيناها وقد اعادت المرأة بكلماتها كل ما كانت قد تناسته في غيببوتها المؤقتة.
وقت الحاډث
كانت في المقعد الخلفي ترجتف بداخلها من ما سوف يحدث معها على اثر هذه الاعترافات التي اعترفت بها بكل سهولة امام هذان الشخصان والذي علمت ان احدهم يكون شقيق علاء المصري .. تبكي بصمت وهي منتظرة حدوث الأسوء معها.. ورغم تسلميها من داخلها ان هذه هي النتيجة الطبيعية لخطئها.. ولكنها كانت ترتجف من رأسها حق اخمص قدميها.. الفتى الشاب يتلاعب في الهاتف مع هذا المدعو حسين
دا احنا كدة بالأعترافات دي ياحسين باشا هنوديه في داهية على طول من غير كلام .
رد حسين
اهم حاجة عندي دلوقتي ياحودة ان اكشفه قدام والدي وعلاء المغشوش فيه وفاكره صاحبه كمان!
مصمص حودة بشفتيه
ونعمة ربنا انا عارفه من الاول وس...... عشان ياما شوفته مع نسوان لامؤاخذة ...ويجي قدام الناس يعمل نفسه شريف وابن اصول كمان.. ياخد اوسكار في السڤالة وقلة الأصل.
ضحك حودة وضحك معه حسين هو الاخر.. وكانت الاخيرة في كل شئ.. فقد وجدت نفسها امينة تنقلب من مكانها مع انقلاب السيارة والذي تكرر لعدة مرات مع صراختها وصراخات الجالسين بالمقاعد الأمامية حتى شعرت بالنهاية.. قبل ان يتوقف انقلاب السيارة اخيرا وتشعر امينة بأنها محتجزة في هذه المسافة وعدة الام لا تحمل بجسدها وذراعها اسفل جسدها وهي ما عادت تشعر به وكأنه تخدر وقتها ولم تعي مابه.. حتى انتبهت على الأصوات الكثيرة لبشر لاتعلمهم .. حتى شعرت بنفسها وهي تجذب بجسدها الهزيل من عدة ايادي .. حتى أخرجوها من السيارة والأصوات تزداد في ترددها بكلمات الأسي على الشابين المغرقين في دمائهم بالجزء الأمامي من السيارة والذي نال النصيب الأكبر من الټدمير.. والقليل من يردد بكلمات أخرى على اسماعها بالقرب منها حتى استفاقت لتعي جيدا وضعها.. فهتف الرجل العجوز ومعه عدة شباب حولها
الحمد لله اهي واحدة فاقت .. عقبال الباقي يارب ..
ترددت كلمات اليأس من الشباب التي تحاول اخراج الشابين مع بعض الأدعية لنجاتهم حتى سمعت بأحدهم وهو يهتف بصوته
خلاص ياخوانا الأسعاف قريبة من هنا قربت توصل ومعاها البوليس ان شاء الله عشان يعاين.
بمجرد سماعها اسم الشرطة انتبهت بداخلها غريزة النجاة فقالت بتوسل للرجل العجوز
ابوس ايدك ياعم روحني.. لو البوليس وصل انا هاتفضح.
قال شخص بالقرب من الرجل
تتفضحي ليه ياست هو انت عاملة غلط دي حاډثة.
بيدها السليمة تمسكت بقماش قميص الرجل العجوز
والنبي روحني ابوس ايدك.. انا ركبت معاهم بحسن نية لكن بقى لو الخبر اتنشر هايقولوا مرات فلان كانت مع جوز الرجالة اللي عملوا الحاډثة.. دا غير اني هادخل في سين وجيم كمان.. ربنا يستر على ولاياك يارب.
اقتنع الرجل العجوز فخاطب الشباب المشغولة في محاولاتهم الحثيثة لإخراج الجسدين المكومين في الجزء المدمر بالسيارة.
الست عندها حق ياشباب.. هي مش عايزة حد يجيب سيرتها ..انا هاخدها وواديها على اقرب مستشفى.
قال احدهم بعدم اكتراث
خدها ياعم .. يعني هايبقى مۏت وخړاب ديار.
فقال الاخر وهو يرفع هاتفا محمولا بيده
طب التليفون دا بتاعك ياست ولا بتاع الشباب
حدقت بالهاتف فتذكرت انه يخص الفتى الصغير والذي كان يتلاعب به.. يبدوا انه سقط من يده للخلف وقت ارتطام السيارة.. تذكرت تسجيلات اعترافها عليه .. فاأومأت له برأسها موافقة بدون تفكير.. وضعه الرجل على حجرها فقالت بتذكر لهاتفه الحقيقي والصغير والموجود بحافظتها
طب والنبي كمان هات البوك بتاعي دور عليه عندك هتلاقيه
رجعت لحاضرها تتسائل بجذع امام المرأة
التليفون بتاعي و البوك الكبير خدوهم مني ولا راحوت على فين بس
لاحقتها المراة بالرد على عجالة
ياحبيبتي ماتقلقيش ..
متابعة القراءة