رواية عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر (كاملة)
المحتويات
حاجتي بنفسي .. بس بكرة الصبح بقى احسن انا النهاردة خلاص..
تثائبت وهي تقاوم نومها فتابعت
المهم بقى انت قدرت تلاقي محل هنا فى المنطقة ولا لسة
قبل جبينها قائلا
نامي انتي دلوقتي وريحي جسمك .. وبكرة ابقي اسأليني براحتك بقى .
كررت بأصرار
يابني انا معاك اهو ..قولي بس لقيت محل ولا لأ
ياستي انا خدت فكرة النهاردة من السمسار عن بعض المحلات الجديدة والفاضية فى المنطقة وبكرة بقى ربنا يسهل ونعتر على واحد كويس .. المنطقة هنا عمومي ومهمة يعني ربنا يجعلها فاتحة خير علينا ان شاء الله .
كان يتكلم بأسهاب فلم يعي الا متأخرا ان والدته استسلمت لسلطان النوم ولم تعد منصتة له .. ظل بجوارها لبعض اللحظات متأملا وجهها الجميل..لقد كانت والدته فائقة الجمال فى شبابها ببشرتها الحليبية وعيناها الخضروان .. كانت من اجمل فتيات الحي حينما تزوجها ابيه ابن الحسب والنسب وصاحب اكبر محل أدوات صحية .. ولكنها أصيبت ببعض الأمراض المزمنة مبكرا كالسكر والضغط والام الظهر والعظام .. في البداية كانت محاطة برعاية زوجها واهتمامه ولكن مع مرور الايام زال الاهتمام والرعاية رويدا رويدا حتى تلاشى تماما وانتهى اخيرا بزواجه من عاملة فى المحل.. نيرمين.. كلما تذكرها وتذكر الاعيبها المكشوفة عليه قبل ان تفقد الأمل منه وتنصب شباكها على ابيه فتوقعه فى شركها ..فارت الډماء بعقله وجسده فزفر بضيق على احساس العجز الذي تمكن منه فى التصدي لها.. مسح بكف يده على وجهه يحاول تهدئة اعصابه .. ثم تناول غطاء الفراش ودثر والدته جيدا وقبل رأسها قبل ان ينهض من جوارها ليستنشق بعض الهواء النقى فى شرفة الغرفة عله يهدأ الڼار المشتعله فى صدره ... اخرج عبوة السچائر فسحب واحده ووضعها فى فمه وهم باشعالها بقداحته ... ولكنه وقف باهتا وارتخت يداه حينما لمح هذه الجميلة الواقفة فى شرفة الشقة المجاورة... كانت ملتفة بشالها تنظر للأمام وخصلات شعرها الحريري تتطاير بنعومه فى الهواء ... يبدو انها كانت شارده مما سمح له بتأملها لفتره مبهورا حتى اللتفت هى عن غير قصد لتجفل اليه فاشتعلت نظراتها وهى تنظر اليه كنمرة متوحشة .. انتفضت لتخرج من الشرفة على الفور ... فابتسم بتسليه وهو يشعل سيجارته وهو ينفث دخانها فى الهواء باستمتاع.. تمتم وهو يبتسم مع نفسه
.............................
تقطع الغرفة ذهابا وايابا على قدميها بغير هوادة من وقت ان رأته بهذا القرب وهو ينظر اليها بكل وقاحة بداخل شرفته القريبة من شرفتها ..وڼار من الڠضب المكبوت اشتعلت بأحشائها تمزقها پعنف وشراسة.. لقد كانت بالكاد قد تناسته عندما خرجت لشرفتها مستسلمة لنسمات الجو الباردة والمحببة اليها فى هذا الطقس ..لتجده فجأة امامها مقتحما خصوصيتها.. حاولت تنظيم انفاسها لتخفيف هذا الشعور البغيض الذي انتابها بقلة الحيلة والقهر ..انقذها رنين الهاتف برقم تعشقه بعشق صاحبته.
الوو ..
وصلها الصوت المحبب بمرح
الوو .. انتي فين ياعنيا ماسمعتش صوتك من مدة يعني .
تبسمت بخفة قائلة
مدة ايه بس ياسحر دا احنا اليوم كله مع بعض فى المدرسة .
ماهو ده اللى مجنني يابنتي .. انك ترجعى من شغلك وتقعدي الفترة دي كلها من غير ما تزعجينى باتصال واحد حتى يبقى انا كده اقلق بقى.
لا ماتقلقيش ياسحر انا بس كنت مصدعة وخدتني نومة لهتني عن ازعاجك.
وصلها صوت صديقتها القلق .
لا يافجر .. انا بعد ما سمعت نبرة صوتك دي بقيت متأكدة ان في حاجة بجد تعباكي مش هزار ..هاتقدري تتكلمي فى الفون ولا تصبري للصبح عشان الوقت اتأخر دلوقتي على الخروج .
اومأت برأسها تقول
بعد ان نهت المكالمة مع صديقتها الحبيبة .. استلقت على فراشها تبتغي النوم والراحة قليلا عن ما يدور برأسها.
.......................
فى الجهة الاخرى بعد ان انهت مكالمتها اللتفت مرة ثانية للتصحيح فى كوم الكرسات المتناثرة امامها على طاولة المكتب بعد اختبار الشهر الذي فاجئت به طالبات الفصل بالامس ..بدون سابق إنذار
هااا ايه رأيك
فغرت فاهها وتدلى فكها بذهول وهي تري والدتها تلتف امامها بفستان سهرة بالون الفضي مطرز ببعض حبات الخرز على الصدر .. فانعكست اضاءة الفستان مع حبات الخرز على وجه المرأة الابيض وهي تبتسم بتفاخر و تسأل بالحاح
هاا ياسحر ..ماقولتيش رأيك فى الفستان ايه
فاقت من ذهولها وهى ټضرب بكف يدها على سطح المكتب قائلة
عايزاني اقول رأيي فى ايه ياماما فى سنك ده ومكانتك كموظفة محترمة فى القطاع الحكومي لابسالي فستان بترتررر
شهقت رجاء تتخصر امامها مستنكرة
وماله سني ياعنيا كبرت بقى ولا عجزت دا انا اعرف ناس فى سني ولسة مااتجوزوش ..وان كان على الاحترام فانا محترمة ڠصب عن الكل ..يعني البس ترتر ولا مشخلع حتى ماحدش له عندي حاجة .
عضت سحر على شفتيها تكتم غيظها قبل ان تسأل
طيب ولما هو كده زي انتي مابتقولي ..عايزة رايي فى ايه بقى
قالت رجاء بتوسل
عيزاكي تقولي رايك بجد فى الفستان وانا لابساه من غير ما ترمي كلامك الدبش كده فى وشي .. انا ماليش هنا فى البلد دي غيرك ياسحر عشان اسأله فى حاجة ضروري زي دي ..فرح بنت اخويا قرب و عايزة اللحق اجهز نفسي بقى .
ماشي ياماما حاضر.
كظمت امتعاضها بصعوبة وهي تستجيب للابتزاز العاطفي من ناحية رجاء ..فالقت نظرة متأنية على ماترتديه لتفحصها جيدا قبل ان تبدي رأيها ..الفستان لم يكن سئ بأكمله .. فقد كان منسدل على قوامها المتناسق بنعومة ..بالإضافة ان قماشه لم يكن بالضيق الذي يجعله يلتصق بجسدها .. تنهدت بيأس حتى وجدت ضالتها اخيرا وهى تنظر على منطقة الخصر ..فابتسمت داخلها بخبث لتجيب والدتها بكل ضمير
بغض النظر عن الترتر ياست ماما .. فلو نظرنا نظرة شاملة على الفستان هانلاقيه طويل واكمامه طويلة دا غير انه كمان لايق عليكي بس ياخسارة بقى فيه عيب مهم قوي .
سألتها مجفلة
ايه هو العيب اللى فيه
كرشك
نعم !!
بقول الحق ياماما ..كرشك ظاهر قوى فى الفستان .
تنهدت رجاء بغيظ وهو تتمتم بصوت خفيض
ماشي تمام ..هنلاقيله صرفة ان شاء الله .
سألتها ببرائة
هاتشفطي كرشك ولا توسعي الفستان
هتفت عليها حانقة
مالكيش دعوة .. انتى قولتي رأيك وكتر خيرك على كده ..المهم بقى امتى هاتجهزي انتي كمان وتشتري حاجة عدلة عشان فرح بنت خالك .
هي غنوة ياماما وعايزاني اغنيهاماقولتلك مش رايحة فرح الزفتة بنت خالي ولا راجعة البلد دي تاني نهائي ..هو انتي ايه مازهقتيش
رفعت رجاء طرف فستانها وهي تردد مع خروجها من الغرفة بتصميم
لا مازهقتش ياسحر
متابعة القراءة