رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)
على جانبي الفراش يتوسل قلبه أن يكف عن صرخاته المنافية لقرار عقله ولكن بلا فائدة ليزفر حانقا ويتسطح على ظهره بالأخير ويتأمل سقف غرفته يسترجع بعقله تلك الهيئة التي كانت عليها لا ينكر أن الخۏف احتل قلبه حينها وتوجس خيفة من ردود أفعالها ولكنه يثق انها لن تستسلم بتلك السهولة فكم تمنى أن يستشعر أي ندم من تصرفاتها او حديثها ولكنه لم يجد غير ذلك التمرد المعتاد الذي كان يقطر من كل كلمة تتفوه بها فهي مثل ما عاهدها دائما عنيدة يابسة الرأس و لا تعترف بخطئها ولكن شعور دفين بداخله يخبره أنها عكس تلك القوة الواهية التي تدعيها دائما ورغم دلاله المسبق وتهاونه معها و تغاضيه عن الكثير إلا انها تمادت كثيرا تلك المرة وإلى الآن لم يجد مبرر منطقي لكل ما تفعله لوهلة تذكر جملتها حين ذكرت والدتها ولكن لم يستوعب ماذا تقصد فطالما جمعت علاقة طيبة بين والدته و والدتها حتى زواج والدته من ابيها كان بناء على رغبة والدتها فكان كل شيء على مرأى ومسمع منه ومازال يتذكر كل شيء حدث حينها للآن
ظل صامد لكثير من الوقت ولكن قلبه اللعېن ساقه إلى غرفتها وهو يوهمه أن نظرة عابرة لها لا تضر وحين فتح باب غرفتها لفحات من الهواء الباردة استقبلته ودون أن ينظر لفراشها ويتأكد من وجودها به كان يهرول نحو تلك الشرفة المفتوحة على مصراعيها كي يغلقها ولكن لصډمته وجدها متكورة داخل زاويتها بشكل مريب ينم عن كونها ليست على ما يرام ابدا فكانت مغمضة العينين وشاحبة شحوب المۏتى هرول إليها صارخا بحدة من استهتارها
ملكش دعوة بيا...
أسرع وقت
ورغم سوء الجو بالخارج إلا أنه أتى بوقت قياسي وقام واوصى لها بعدة عقاقير طبية تفيد حالتها وحين غادر الطبيب جلست ثريا بجانبها بملامح متهدلة حزينة تضع قطع القماش الباردة على جبهتها بمحاولة بائسة منها أن تزيح تلك الحرارة الناشبة بجسدها ولكن دون جدوى لترفع نظراتها المؤنبة له وتقول
الحرارة مش عايزة تنزل
كان يجلس هو منكس الرأس بجانب فراشها دون أي ردة فعل تذكر لتصرخ والدته من جديد
بقولك أتصرف الدكتور قال الحرارة غلط عليها
روحي يا أمي حضريلها لقمة علشان تاكل وسبيني معاها انا هتصرف
تناوبت نظراتها المتوجسة بين تلك المحمومة الملقاه بحالة يرثى لها وبينه واعترضت
مش هسيبها معاك وقسم ب الله لو حصلها حاجة عمري ما هسامحك يا يامن
زفر بقوة وقال وهو يفرك ذقنه بتوتر
أمي هي غلطت بلاش تدافعي عنها وتاخدي صفها
لتجيبه ثريا بدفاع وحماية كأي أم
برضو ده ميدكش الحق تمد ايدك عليها وتحبسها وحتى لو غلطانة نقتلها يعني!! ......أنت ابني اه لكن عمري ماهسمحلك تفتري عليها دي أمانة عادل وغالية و وصوني عليها انا
أغمض عينه بقوة يحاول أن يسيطر على عصبيته وأخبرها بتنهيدة مثقلة بالهموم
أمي أنت عارفة أن عمري ما كنت مفتري و إني ضدد المبدأ أصلا بدليل إني كنت بتحمل عجرفتها وتجرحاتها وبطول بالي عليها على أمل انها تتغير بس انا راجل جبت مراتي بعد نص الليل من القسم بعد سهرة هايلة في مخور يعني رقص وشرب وما خفي كان أعظم لأ وكمان بتستغفلني وكانت هتأذيك بالحبوب اللي بتخدرك بيها ... والله أعلم للمرة الكام اللي عملت فيها كده وبعد كل ده بتقوليلي افتريت عليها لأ انا مفترتش ولو ابوها نفسه مكاني كان هيعمل أكتر من كده
ليكوب رأسه بين كفيه ويقول بنبرة ممزقة مثقلة بالكثير من الألم
انا من ساعة ما ابوها وصاني عليها وانا حاسس إني شايل هم الدنيا كله فوق كتافي وانا تعبت ومش عايز حاجة غير إني ارتاح.
تنهدت ثريا ونهضت من جلستها تربت على ظهره بعدما فرت دمعاتها حصرتا عليهم ثم دون أضافت المزيد توجهت للمطبخ بينما هو رفع رأسه ينظر لموقع رقدتها بتنهيدات حزينة مثقلة تنعي حظ قلبه ثم دون إضاعة أي وقت كان بيده حبات العرق المتلألئة على جبينها
ليزفر مرة