رواية كامله للكاتبة ايمي نور

موقع أيام نيوز


هامسة برفق وطمأنينة
متخفيش يا قلب امك ولا تشغلى بالك بحاجة ...
اسرعت تكمل بلهفة تحاول بث الطمأنية اكثر بداخلها 
عارفة انا قلبى حاسس ان جلال الصاوى طيب وقلبه حنين غير ما بيقولوه وبنسمعه عنه خالص
زحف الشحوب الى وجهها تنظ الى والدتها ترتجف اثر كلماتها التى لم تقم بتهدئة مخاوفها بل زادت من رهبتها وخۏفها اكثر لتسرع شروق تهتف بمزاح فى محاولة لتدارك الامر

شوفتوا مرات عمى كانت قاعدة طول الفرح ازاى انا كنت حاسة انها ھتنفجر فى مكانها من الغيظ
الټفت لها ليلة تهمس برجفة 
 عملوا ايه لما دخل مع جدك ولا واحدة فيهم نطقت بكلمة طول الفرح كانهم كانوا جايين عزى مش فرح
شروق اليها هامسة بحنان
سيبك منهم ومتزعليش وان شاء الله مع الايام الامور كلها هتتظبط هى بس السرعة اللى حصل بيها الجواز خلت الكل مشدود وعلى اعصابه
رفعت ليله عينينها الملتمعة بدموعها تدرك ان لا شيئ مما تقوله حقيقى وان نساء عائلة الصاوى رفضات للزيجة وبشدة وهذا ما ادركته منذ لحظة تمنعهم عن زيارتها او السؤال عنها طوال فترة الخطوبة وعدم اتباعهم التقاليد المتعارف عليها فى تلك الفترة متجاهلين وجودها تماما كأنها ليس لها وجود فى حياتهم حتى هو لم تراه سوى مرة واحدة كانت اثناء وضعه لدبلته حولها اصابعها بسرعة وعملية دون ان ينطق بحرف واحد لها ولو حتى بالمباركة ثم يخرج فورا مع جدها فلا تراه من وقتها حتى يومهم هذا
فتح الباب فجأة تطل منه والدة زوجها الحاجة قدرية بملابسها المتشحة بالسواد وعينيها المرتسمة بالمرتسمة بالكحل بنظراتهم الحادة تهتف بصلابة وجمود
ادمكم كتير فى القعدة دى... العريس واقف من بدرى بره وعاوز يدخل لعروسته ولا انتوا رايكم ايه
اسرعت والدة ليله بالنهوض تهتف بحرج وارتباك 
لاا خلاص احنا كنا ماشين من بدرى 
عجبك كده يا جدى ... فرحت لما اتخلصت من ليله البايرة بجوازتها دى . ارتحت لما رمتنى وسط ڼار مش عارفة اولها من اخرها فين
رفعت وجهها يرتسم الړعب فوق وجهها حين فتح الباب مرة اخرى تطالع القادم الان والذى لم يكن سوى عريسها المنتظر يقف بقامته الهائلة وجسده الصلب واكتافه العريضة اما وجهه فكان كصفحة بيضاء لها لا تظهر فوقه اى من المشاعر او التعبيرات حتى فى عينيه الذهبيتان والتى طالعتها ببطء وتركيز جعلها تخفض وجهها خجلا منه ترتجف برهبة وهى تستمع الى صوت اغلاقه للباب و تقدم خطواته منها بهدوء حتى وقف امامها تماما فتطالع عينيها حذائه الملتمع للحظات ساد الصمت فيهم لا تسمع من خلاله شيئ سوى دقات قلبها والتى كادت تصم اذانها انتظارا لحركة منه ولكن وجدته 
استغرقت الكثير من الوقت داخل الحمام حتى استطاعت التعامل مع سحاب فستانها والتخلص منه ثم وقفت تنظر الى نفسها فى المرأة المعلقة تشعر بالغصة تملأ حلقها وهى تتطالع جسدها ذو القامة الصغيرة نسبيا  لا يناسبها لا هو ولا شعرها العجرى المتناثر حول وجهها المستدير بلونه البنى القاتم المطابق لعينيها ټلعن نفسها الف مرة رفضها ان تقوم شروق بكيه لها حتى تهذب من جنونه مبررة ذلك بانها تريده ان يراها بلا اى محاولة منها لتجميل او اخفاء ما تراه دائما احدى عيوبها التى طالما كرهته تبتسم بسخرية من حماس شروق وقتها لتركها له على حاله تخبرها كما تفعل دائما بأنه احدى تلك الاشياء المميزة بها والتى تجعلها اشبه بحورية ذات شعر غجرى تدرك جيدا ما تحاول فعله من رفع لثقتها بنفسها فتنجح فى ذلك حينها اما الان وهى تنظر الى نفسها
 

تم نسخ الرابط