رواية مكتملة بقلم نرمين محمود

موقع أيام نيوز


بحدة...
هو انا فضل ازقك بقي ولا ايه...لما انت عارفة انه بزفت باسورد م تفتحيه...قولي الزفت...
حمدت ربها انها لم تضع كلمه السر حروف اسمه لكانت الان فى عداد الامۏات فقط اليوم الاول الذي تقابلا به ومن المؤكد ان بضعة ارقام منفردة كما تقولها هي لن يستطع وقاص معرفة هويتها او ماذا تعني ...
فتح وقاص الهاتف وبحث فى كافة محتوياته لكنه لم يجد شيئا كما ظنت هي...

طيب يا زمزم خدي تليفونك واطلعي..
عقدت جبينها باستغراب وتوجس فهو لم يتوصل لشئ...ولكن كيف..من المؤكد ان ما فعلته سيلين بالهاتف هو ما ادي الى عدم معرفته بشئ بشأن ياسر ...لا يهم اي شئ الان فقط ما يهمها انه لم يكشفها ...
خرجت من الغرفة مسرعة قدر استطاعتها وصعدت الى غرفتها وتبعتها سيلين حتى تعلم ماذا حدث...
التقطت هاتفها حتى تتحدث الى شقيقتها وتخبرها بقرارها الجديد والذي توصلت له بالنهاية ...ضغطت على رقمها وانتظرت حتي ترد عليها شقيقتها وبالفعل بعد ثوان وصلها صوت زمزم المرتعش الخائڤ وهى تعلمه جيدا..على الفور نسيت ما اتصلت بها بشأنه وراحت تسألها بلهفة وقلق...
مالك يا زمزم...صوتك ماله..
جاءها صوت زمزم على وشك البكاء...
ك..كنت هتكشف يا تمارا...انا مېتة ف جلدى م الړعب ..
ليه يا حببتي بس مالك...تتكشفي ليه انت بتعملي ايه اصلا..
اڼفجرت زمزم باكية پعنف وقالت...
ياسر..ياسر يا تمارا كنت هتكشف فعلا ووقاص اللى كان هيكشفني لولا سيلين مسحت الرسايل ....
تنهدت تمارا براحة ثم حاولت تهدأة زمزم قائلة...
طب اهدي بس...الحمد لله اهو متكشفتيش الحمد لله يلا قومي اغسلى وشك وتعالى عشان عاوزة اكلمك ف موضوع كده..
نهضت زمزم من مكانها وفعلت كما امرتها شقيقتها ...
ها يا توتا كنت عاوزة تقولي ايه...
بدأت تمارا الحديث بحماسة اثارت استغراب زمزم واهتمامها ايضا فانتبهت اليها بجميع حواسها..
شوفي يا ستي...طبعا زى م انت عارفة انا عجلة واااد كده على غير العادة...يعني وصلت لوزنى ده ف ست شهور بس.. .وبسبب الوزن ده غيرت استايل لبسي كله وبقي عبايات او تونيكات بس..بصراحة زهقت من شكلي كده ف انا قررت انى اخس وارجع زي الاول انت ايه رأيك...
هتفت زمزم بصړاخ وفرحة...
انت بتسأليني ع رأيي !!...طبعا معاكي يا متخلفه انت لازم تخسي وترجعي زى م كنتي طبعا...
زادت حماسة تمارا واتسعت ابتسامتها وتابعت..
امبارح بدأت رجيم من صفحة ع الفيس بتنزل نظام اكل وكدة والحمد لله ماشية عليه كويس لغاية دلوقتي بس فيه مشكلة صغنونة كده وانت اللى ف ايدك الحل...
زمزم بسرعة...
عنيا ليكي يا توتا قوليلي بس انا ف ايدي ايه وانا هعمله فورا...
لازم رياضة ...والرياضة ديه مش هتيجي الا اذا نزلت اتمشيت كل يوم ساعة ع الاقل ع مدار اليوم..وعابد مش هيرضي ينزلني الا لو كان حد معايا ف انا فكرت انى اقولك عشان تنزلى معايا وهو كده يبقي مطمن لان انت عمو قدرى مبيسبكيش تنزلى من غير حراسة وديه حاجة هتنفعني طبعا...
اوكي يا توتا اتفقنا بس خليها ع 10 الصبح كده ننزل واهو بعد الساعة اروح جلسة العلاج علطول...ماشي..
طبعا ماشي يا قلب توتا...باي يا حببتي..
ودعتها زمزم كذلك واغلقت الهاتف والتفتت الى سيلين حتى تسألها ماذا فعلت بالهاتف واخفت اثر حديثها مع ياسر...
سيلا انت عملتي ايه ف التليفون ...وقاص معرفش يطلع حاجة خالص من عليه..
امسكت سيلين بياقة قميصها وهتفت بغرور مصطنع...
عشان تعرفي بس فايدتي ف حياتك يا بنت عمو ناصر...معملتش حاجة بما انى عارفة باسورد الفون ف فتحته ومسحت الواتس خالص ...وطبعا بما انك دهولة يا حياتي وادتيني انا التليفون عشان انزلهولك م الاساس ف الرسايل مضاعتش ...لا تقلقي عزيزتى...
قفزت زمزم من مكانها وانقضت على سيلين ټحتضنها بقوة وهى تبكي وتلقي على مسامعها عبارات الشكر والامتنان الغير منتهية....
مرت عليها الدقائق بثقل شديد مع مرور كل ثانية كان الم رأسها يتضاعف اكثر من ذي قبل ...سابقا وقبل ان تعاود تعاطي تلك السمۏم كانت بدأت تعتاد على الم رأسها قليلا ولكن امكانية وجود المسحوق الابيض جعلتها تلقي ما بنته خلال شهر من العلاج وراء ظهرها وانجرفت وراء الممرضة وعاودت تعاطي المخډرات...
تناولت طعامها كما امرها ناير ولم تتسبب فى احداث ضجة قدر استطاعتها فزوجها لن يتوانى عن تنفيذ تهديده اذا ما حاولت اثارة المشاكل بالغرفة او العبث بمحتوياتها...
فتح الباب ودلف منه ناير يحمل صينية طعام بيده نفس المشهد يتكرر وضع الصينية على الطاولة الصغيرة بالغرفة والټفت لها قائلا...
الغدا..يلا كلي كده انت خسيتي خالص عاوز اجي اخد الاطباق ديه الاقيها ممسوحة...
واستعد حتى يخرج من الغرفة فاستوقفته زهرة قائلة بصوت مهتز وعينان مدمعة...
م..ممكن ت..تديني حاجة للصداع يا ناير...
لم يلتفت لها واجابها قائلا بصوت حاد لا يقبل النقاش..
لا...
اقتربت منه وامسكت برسغه تترجاه وعبراتها تجري على وجنتيها ...
الله يخليك يا ناير...صدقني انا تعبانة ...تعبانة ودماغي ھتنفجر م الصداع عاوزة بس اي حاجة تخفف الۏجع والصداع ده...
حل وثاق رسغه من قبضتها تابع سيره ناحية باب الغرفة
لكنه توقف مكانه عندما شاهد الطاولة الصغيرة وما عليها يطيحان بالارض تبعهم صړاخها هي..
يعني ايه لا!!...انت مفكر نفسك مين ها..انت ملكش دعوة بيا انت اتخليت عني وسبتني جاي دلوقتي تتعبني تاني...غور امشي مش عاوزة منك حاجة ...
شهقت بمفاجأة والم عندما جذبها ناير بسرعة من شعرها وهتف من بين اسنانه..
مع الاسف يا حياتي مفيش غير الاكل اللى انت وقعتيه ده لغاية العشا علينا وعليكي بخير بقي...ولغاية العشا ان شاء الله ف مراتي حببتي هتنضف اللى هي عملته ده ...احسن ما يبقي مفيش عشا كمان...
صړخت پعنف وعناد...
مش هنضف حاجة...لا عاوزة اكل ولا شرب ...هفضل كده لحد م اموت وربنا يخلصني منك...
حفر الالم معالمه على وجهه بوضوح مع كل كلمة تتفوه بها زهرة ولكنه اخفاه بمهارة وراح يهزها پعنف...
انا هربيكي يا زهرة...
ودفعها حتى سقطت على الارض بجانب ما اسقطته من طعام...
براحتك يا حياتي..يعني اسافر وانا مرتاح لانك كده كده مش هتاكلي بقي وعاوزة تخلص مني...اوكي انا هساعدك...هتوحشيني يا زهرتي ف الكام يوم اللى هغيبهم دول...
وخرج وتركهاواغلق الباب خلفه بالمفتاح ثوان وكانت صړختها القوية تشق الصمت من حوله بسبب الم رأسها الذي بدأ فى التزايد بصورة غير محتملة خاصة مع جذبه لها من خصلات شعرها بقوة والتي ساعدت فى مضاعفة الالم...

رواية شيقة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثاني
من الفصل السابع الى الثاني عشر 
الفصل السابع...
الان وبعد ان حبكت خطتها جيدا واحكمت الحصار من حوله حتي لا يعترض بقي عليها مهمة اخباره ...انتظرته حتى يأتى فقد اخبرتها حماتها بقدومه اليوم ولكن بساعة متأخرة ولكنها لم تكترث وبقيت تنتظره ...ذهبت والدته فى سبات عميق اذ ان الساعة الان تشير الى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل فيأست من حضوره ونامت...
تنهدت تمارا باحباط وامتعاض جلي ونهضت من مكانها حتى تغادر الى شقتها ولكنها توقفت مكانها وابتسمت باتساع عندما سمعت صوت الباب وهو يحاول فتحه ...
تجمد عابد بمكانه عندما شاهدها لاول مرة منذ زواجه بها تبتسم له..بدت وكأنها تنتظره ...شرد بخياله بعيدا الى احدي امانيه عندما شاهدها لاول مرة فى خطبة ابنة عمها سيلين...عاش معها بخياله ..تخيلها وهى تنتظره بإحدي ابتساماتها التى تسلب لبه بدون شك عند عودته من العمل...ولكن جميع امانيه وما بخياله تبخر عندما...
هتفضل واقف عند الباب كتير كده ..
قالتها تمارا بهدوء وابتسامة صغيرة على شفتيها واخرجته مما شرد به ربما لدقائق ولم يشعر...
استعاد رباطة جأشه وعادت الجدية الى ملامحه ثم قال...
لا ابدا...اكيد هدخل يعني بس اتفاجئت كده فكرتك مثلا مستنياني ..
فتحت فمها تنوي الرد لكن صوت والدته الملهوف قاطعها وهى تندفع الى احضان صغيرها ..
وحشتني اوي يا حبيبي ..كده كده يا عابد يومين بحالهم مشوفكش يا ابني...
هو انا مش قايل متنزليش هنا الا لما تقوليلي..كلامي مبيتسمعش ليه ..
سارعت والدته بالرد وهى تربت على كتفه قائلة بنبرة مدافعة...
لا يا حبيبي مش ذنبها...انا كلمتها قولتلها انى تعبانة انت عارف السكر بقي على عليا فجأة كده واتصلت بيها عشان تلحقني لكن هي متقدرش تكسر كلمتك طبعا...
عابد بلهفة...
انت كويسة دلوقتي يا امي ولا تروحي لدكتور...
ردت والدته مطمئنة اياه..
لا يا حبيبي تسلملي انا تمام تمارا الله يباركلها لحقتني بالعلاج...تعالى بقي اتعشي معانا..
انتهيا من تناول العشاء الذي اعدته تمارا فى دقائق وجلسا سويا لبعض الوقت وبعدها نهضت والدته من مكانها وهى تقول اليهم وتشير الى باب المنزل...
يلا يا حبيبي خد مراتك واطلع شقتك انا خلاص هدخل انام مع حبايبي...تصبحوا على خير..
عابدتمارا...
وانت من اهل الخير يا امي...
لم يستطع عابد مجادلة والدته بشأن صعوده الى منزله فهي لا تعلم شيئا عما قالته تمارا بذلك اليوم لذلك فعل ما طلبته والدته بصمت تام وتبعته هي بسكون..
بالشقة ..دلف عابد الى غرفة اطفاله واستعد للنوم بها حتى يذهب صباحا الى العمل ...بعد قليل دلفت اليه تمارا بعد ان دقت على الباب تنتظر اذن الدخول..
ياااه ...بتقدري الوقت صح اوي استنيتي لما غيرت هدومي وبعدين ډخلتي...المهم خير..
شبكت كفيها ببعضهما دلالة على توترها وقالت..
كنت عاوزة استأذنك انى اروح النادي مع زمزم...
قطب عابد جبينه قليلا ثم هتف باستغراب...
نادي!!...ده من امتي اصلا ..وعاوزة تروحي ليه..
عادي..انا بفضل قاعدة هنا الساعة وانت مبترضاش انى اخرج الا معاك لما تكون موجود...لكن زمزم عمو قدري مبيخرجهاش الا بالحراسة عشان لو حصل حاجة لاقدر الله..
اممم...ف انت شوفتي انها فرصة كويسة خصوصا ان مش هيبقي فيه مبرر لرفضي..
اسرعت تمارا تقول بلهفة..
لا..لا والله مش قصدى...انت تقدر تقولي لا بكل سهولة ومش لازم تقول اسباب كمان...بس انا فعلا لاقيتها فرصة كويسة خصوصا انى مبروحش لزمزم وده هيبقي تعويض..وكمان العيال مش هقدر اسيبهم لطنط ف قولت النادى فرصة...
ابتسم عابد بخفة وتمدد على الفراش قائلا..
ماشي يا تمارا...وخدي الكريديت بتاعتك م المحفظة ...يلا خدي الباب ف ايدك...
نظرلها عابد وهى تعطيه ظهرها بنظرات ممزوجة بالاحباط...خيبة الامل..الخذلان ...الۏجع...ف ابتسامتها وهدوءها ورقتها معه اليوم لم تكن نابعة من داخلها ...كانت فقط مجرد واجهة لما ستطلبه منه ولذلك اقتضي ذلك توفيرها الراحة للزبون حتي تصل الى مرادها وما تريده...
تنهد بۏجع وخيبة ورفع الغطاء عليه واغمض عيناه حتي يستدعي النوم الى جفنيه...
دلفت اليها سيلين على حين غرة فشهقت پعنف من المفاجأة ونهضت مسرعة من مكانها ولكنها تعثرت بسبب كومة الملابس التى تحتل اكثر من نصف ارضية الغرفة....
اقتربت منها سيلين وهى تنظر للملابس الملقاة ارضا بذهول قائلة...
ايه ده كله يا زمزم ...مطلعاهم كلهم كده ليه..
غرست زمزم اصابعها بخصلاتها البرتقالية وهتفت بنزق وملامح منزعجة...
مش عارفة البس ايه وانا راحة عند ياسر...زهقت ف نزلتهم كلهم...
ضحكت سيلين بقوة حتى ادمعت عيناها وهى تنظر الى تلك الطفلة الحانقة امامها ثم تقدمت منها وجلست بالارض...
ما لازم طبعا متبقيش عارفة..انت اصلا هدومك كلها قديمة ..مكنتيش بتجيبي لبس اساسا...
زمزم بحيرة..
طب اعمل ايه..
رفعت سيلين احدي حاجبيها بتفكير ثوان واصدرت صوتا بإصبعيها وهتفت..
لقيتها..شوفي يا ستي فاضل ع معادك ساعتين بحالهم ايه رأيك تنزلي معايا نروح نجبلك طقم محترم كده تروحي بيه..
اعجبتها الفكرة وتحمست كثيرا ثم عادت ملامحها الى التجهم وهتفت...
بس الحاجات ديه مين هيشيلها كده هتأخر..
قاالتها وهى
 

تم نسخ الرابط