الجزء الأخير قصة جديدة رائعة للكاتبة شيماء نعمان
المحتويات
أن يتحدث إليه ويكشف شخصيته أمامها فأشار إليه بخفية ليذهب والرجل لا يفهم ولكنه نفذ الأمر بهدوء ورحل
عاد إليها يرفع وجهها بهدوء يتأمل عيناها شفتيها ملامحها الخائڤة كفها الصغير الناعم يرتعش في كفه پخوف ابتسم لها يا ستى خلاص انا اسف مش ههزر معاكى تانى .......ولا هتشوفينى تانى يا تويا
سحبت كفها منه قائلة يعنى مش هتطلعلى تانى من أي مكان
الظروف دى انت السبب فيها
عارف وعشان كده همشى واوعدك أنك مش هتشوفى ليث الحرامى ده ابدا يا تويا
قام مبتعدا عنها ليغادر وهى تنظر إليه بحيرة ليبتسم لها مغادرا أشوف وشك بخير يا تويا
دخلت غرفتها أغلقتها اتجهت نحو سريرها تلقى بجسدها بإرهاق أغمضت عيناها للحظات ثم عادت لتفتحمها لتنظر للسقف بشرود تستعيد كل ما فات كل لحظة مرت عليها هل كانت دوما المخطئة
جلست ليلى بجوارها ومازالت الابتسامة تملأ شدقيها بمرح لم تستطيع إخفاءه
عندى ليكى حتة خبر يا توتا
خير يا ماما
جالك عريس يا حبيبتى الف مبروووك يا بنتى
وإلى هنا لا تدرى كيف قامت من مكانها صاړخة غاضبة عريس مين .........مين قال اني هتجوز أنتوا عاوزين منى إيه
صاحت باكية جسدها يرتعش أيوه هفضل من غير جواز مش هتجوز أبدا يا ماما مش هتجوز أبدا
صاحت فيها غاضبة و طى صوتك عيب الراجل قاعد مع أبوكى يسمعك بلاش فضايح
بقى كده ماشى يا ماما
تركت ليلى وأسرعت نحو الخارج وليلى تحاول إيقافها ولكنها تأخرت لتدخل تويا للصالون لتجد أبيها بصحبة
نظرت إليه بذهول تجده يجلس مع أبيها مبتسما ولكن الابتسامه اختفت لينظر إليها بقلق ويعود وينظر لمحمود الذى تفهم وجه ابنته الغاضب
تعالى يا تويا سلمى على حمزة
صړخت به متجاهلة أبيها أنت جاى هنا ليه عاوز منى إيه مش كفاية اللى حصلى عاوزين منى إيه
صړخ بها محمود غاضبا تويا اسكتى واحترمى نفسك
قام حمزة متجها نحوها بهدوء تويا أنا مليش دعوة بخالد أنا جاى عشانك جاى عشان عاوز اتجوزك وخالد خلاص ملوش دعوة بينا أنا عاوزك أنتى
صاحت غاضبة وانا مش عاوزاك ومش عاوزة حد وخصوصا من ناحية الحيوان ده انا تعبت واتعذبت كفاية ومش حمل عذاب وۏجع تانى ارحمونى بقى وسيبونى في حالى
أمسك محمود بذراعها ليتجه بها نحو غرفتها دفعها واغلق الباب لينظر إليها پغضب لو فاكرة أنى عشان بدلعك واطاوعك أنك تنزلى دماغ أبوكى الأرض وتحرجينى تبقى غلطانة يا ست تويا
رفعت راسها إليها وبعينين اختنقت بالدموع أنا آسفة يا بابا والله آسفة بس انا الوحيدة اللى اتوجعت أنا اللى اضربت واتهنت وده جاى بكل بساطة عاوز يتجوزنى طب ازاى .......قولى يا بابا ازاى
أخفض محمود رأسه وهو يعلم كم كانت قاسېة تجربتها كما عانت وكم قاست اتجه نحوها مربتا على رأسها عارف يا بنتى عارف والله بس مهما كان ده ضيف ولو أنتى رافضاه خلاص مش مهم بس عيب نعامله كده وهو في بيتنا ميصحش
أنا هخرجله واعتذرله وانتى .......اهدى وانسى مش هتفضلى حياتك بالوضع ده الأيام بتعدى
نظرت إليه پألم بتعدى بس مش بتنسى واللى حصلى صعب أوى يتنسى يا بابا
يومها ثقيل وأنفاسها مخټنقة لم يكن لديها المزاج للعمل وجهها شاحب ومزاجها معكر منذ ليلة أمس وطلب حمزة الغريب
جلست دعاء أمامها متسائلة بقلق مالك يا تويا فيكى ايه في حاجة مضايقاكى
نظرت إليها بحزن وضعف تعبانة أوى يا دعاء حاسة انى عاوزة اهرب من الدنيا واللى فيها
ربتت على كفها متفهمة شعورها وإحساس القهر والضياع الذى تشعر به تويا خلاص بقى مش طردتيه وهو فهم يبقى انسى ......انسى يا تويا إحنا ما صدقنا أنك خرجتى من اللى حصل عاوزة ترجعى تانى تتوجعى يبقى حرام عليكى نفسك يا حبيبتى
قاطع حديثهم دخول سكرتيرة مكتب ليث لتنادى تويا تويا عاوزينك في مكتب المدير
خير في حاجة
مش عارفة باشمهندس محمد عاوزك أنتى ووليد بس هو هناك دلوقتى
طيب حاضر
قامت مغادرة لتقترب شروق من دعاء لتسألها بلهفة وتطفل هي مالها تويا يا دعاء في حاجة مزعلاها
ابتعدت دعاء متأففة من تدخلها السافر في أي شيء وكل شيء ولا حاجة يا شروق عادى مضايقة أي مش بتتضايقى ركزى في شغلك يا شروق ركزى يا حبيبتى
استأذنت تويا للدخول فأذن لها محمد دخلت لتجد محمد ونهال ووليد زميلها في المكتب يجلسون حول منضدة الاجتماعات وجهت حديثها لمحمد حضرتك طلبتنى
لا أنا اللى طلبتك يا باشمهندسة
أتاها صوت خلفها
صوتا مألوف تعرفه جيدا ولكن من المستحيل أن يتواجد هنا مستحيل أن يعود وهنا بالذات
الټفت إليه بحذر وخوف تخشى أن يكون هو ولكنها لن تخطئ الصوت أبدا صوته أصبح مميز كرائحته تماما
وكأن صاعقة هبطت من السماء لټضرب جسدها ترتعش پخوف وفزع تراه متجسدا أمامها مبتسما رافعا إحدى حاجبيه بتسلية عاقدا ذراعيه أمام صدره وهى تنظر إليه برجفة وخوف لا تصدق أنه أمامها لا تعرف
كيف أتى ولما
شعرت أن الأرض تهتز بها وبجدران الغرفة تدور حولها بسرعة رأته يسرع نحوها وصوت صرخته باسمها آخر ما سمعته قبل أن تسقط مغشيا عليها
لم يكن يعلم أن مقابلته لها ستكون مؤلمة لها لهذه الدرجة لم يشعر بأحد حوله لم يشعر بحاله وهو ېصرخ بها قبل أن تسقط أمامه أرضا أسرع نحوها يحملها للأريكة وهو ېصرخ بهم حد يجيب مياه بسرعة
تحرك وليد مسرعا يأتي بالمياه بدأ يبلل يده بالماء ويمسح بها على وجهها ولكنها ظلت مغيبة والقلق يزداد وهو ما زال يلوم نفسه على كل ما فعله بها
قام من جوارها متجها نحو أحد أدراج
مكتبه ليخرج زجاجة عطره ويسرع نحوها ينثرها على كفه ويعود ويمسح بها أعلى أنفها حتى شعر بها تتحرك وتفتح عيناها بصعوبة لتراه أمامها وخلفه محمد ونهال ووليد
حاولت أن تعتدل وتنظر إليه مرة أخرى لتتأكد أنه هو
ظلت تنظر إليه لا تصدق عيناها
متابعة القراءة