رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)
المحتويات
مكتبه يسترجع كل ما حدث بينهم وتلك الحالة المزرية التي كانت عليها وهو يلعن ذاته ويلومها كونه هو من أوصلها لذلك طرق على الباب انتشله من شروده ليعتدل بجلسته ويأذن لوالدته بالدخول
لتتقدم ثريا منه وهي تحمل قدح ساخن وتمد ها به قائلة
الشاي يا يبي
أبتسم وشكرها وهو يتناوله من ها ويهم بالأرتشاف منه
يسلم اك يا امي
قولي اتكلمتوا في حاجة
عقد حاجبيه وأجابها
لأ كانت تعبانة ومتكلمناش ليه بتسألي
هزت ثريا رأسها بتفهم وأدركت كونها لم تقص عليه أي شيء لذلك مهدت له قائلة بتريث
عايزاك
تسمعني وتركز معايا علشان هحكيلك على اللي سمعته منها ويمكن لما تعرف تعذرها و تنسى وتسامح كل اللي حصل وتبدأ
صفحة جدة.
مش فاهم أيه اللي جد دلوقتي علشان تقوليلي الكلام ده بس هسمعك
ردت ثريا
هقولك يا يبي على كل حاجة بس اوعدني أنك تسمعني للأخر
أومأ لها كموافقة ضمنية لحديثها بينما هي استرسلت وقصت عليه كل ما استمعت له من حديث دار بيننادين وصديقتها وما اتهمتها به ها.
أخذت سيارتها من الجراچ ثم انطلقت بها بسرعة چنونية إلى منزله ما يأست أن تهاتفه ولم يجيبها وما أن وصلت طرقت باب شقته عدة طرقات وإن فتح الباب لها لم تمهله وقت للتفاجئ وهدرت قائلة
ا غصة مريرة بحلقه وأجابها بكبرياء شامخ
كان مستحيل استنى دقيقة واحدة اللي مرات ابوك قالته
أومأت له وأخذت تلملم خصلاتها قائلة بتوتر
طيب خلينا ندخل ونتكلم
برر قائلا دون أن يفسح مجال لها لتفوت للداخل
شهد وطمطم مش هنا ميصحش تدخلي
اومأت له بتفهم وقالت بنبرة آسفة
محمدانا معرفش هي قالتلك ايه بس أنا بعتذر بالنيابة عنها حقك عليا أنا وارجع الشغل
مبقاش ينفع يا ميرال
عقدت حاجبيها واعترضت
ليه ...محمدعلشان خاطري أنا هقنع بابي وارجع الشغل وملكش دعوة بيها أنت عارف أنها بتتعمد تضايقني وبس
أغمض يه بقوة يلعن ذلك المرتجف بين اضلعه وأجابها بقرار قاطع صدمها
صدقيني مبقاش ينفع كده احسن ليا وليك
نفت برأسها واخبرته ب غائمة
محمد متعملش فيا كده أنت وعدتني و قولتلي مش هك مهما حصل
تقلصت معالم ها وتمتمت پجنون وبأعصاب تالفة
رغم أن كل ما يصدر منها قلبه ولكنه تحامل على
نفسه كي يبدو ثابت أمامها فلابد أن يوقف تلك الفوضى التي يخشى من تبعاتها الأن ويصرح بقناعاته
انا حتة سواق كان شغال عندك بلاش تديني أكبر من حجمي وبكرة هتنسي إن كان ليا وجود أصلا
أنا عندي استعداد انسى كل حاجة إلا أنت... انت الحاجة الوحة اللي عايزة افتكرها وعمري ما هها تضيع مني
أنا مش هعرف أعيش من غيرك علشان خاطري أرجع الشغل وخليك جنبي
رقص قلبه بأعترافها وبدلا أن يسعد هو بذلك تهدلت معالم ه واحتل الحزن ه فياليته يستطيع فكل ما يحدث حوله ينبهه أن لا سبيل لهما لذلك قال بثبات وبنبرة متلبدة تخالف ضجيج قلبه ودوافعه الأصلية
مش هينفع يا ميرال اعفيني طلبك ده صعب وعمري ما هقدر أرجع ما اتهنت
بحركة تلقائية راجية جعلت ه تتركز على موضعها ثم توسلته من جد بنبرة مهزوزة ضائعة تنم عن مدى حاجتها له
علشان خاطري انا...هو انا مستهلش تتنازل علشاني ...ومستهلش تكون جنبي... وجدت الرفض مازال به لتصرخ پجنون وكأن فاض بها الكيل من تبلده
أنت أزاي مش حاسس بيا...
وهن صوتها وارتعش وهي تستأنف بصدق نابع من صميم قلبها
أنا ب
اسكتي
كادت أن تصرح بمشاعرها لولآ أنه قاطعها بنبرة متماسكة صامدة للغاية كي لا يجعلها تز أنين قلبه أكثر فهو يشعر الأن بعجز يق كافة حواسه ويمنعه أن يسايرها فذلك الحاجز الطبقي اللعېن بينهم يستحيل تخطيه لذلك يجب أن يؤد ذلك ال الول بمهده
متكمليش وبلاش تصعبيها عليا...
ولو زي ما بتقولي يبقى دي مشكلتك لوحدك متحملنيش ذنبها
لو كانت الكلمات ټقتل لكانت سقطت الآن طريحة بأرضها فقد شعرت بدوار يلفح رأسها حتى انها بإطار الباب بملامح باهتة كساها حزن وجعله يلعن ذاته وقلة حيلته ربما للمرة الألف المائة حين همست بنبرة متخاذلة لا مثيل لها
ياااه للدرجة دي
لم يمنحها فرصة لتعاتبه بل ود أن يبتر الحديث كي لا تخور ارادته ويضعف أمامها
ميرال لو سمحتي أنا معنديش كلام أز من اللي قولته ياريت تقدري موقفي وتحترمي رغبتي وتتفضلي بقى علشان ميصحش وقفتنا كده
نظرت له نظرة مطولة مؤنبة ثم قالت
همشي يا محمد ومتقلقش أنا متعودة أنت مش اول حد يخذلني
ركضت من أمامه باكية لاترى شيء أمامها حتى أنها لم تلحظ شهد وطمطم أمام البناية بل كانت كل همها أن تبتعد عن هنا وتلملم فتات نفسها...
بينما هو كان يسند جبهته على زجاج نافذته ينظر لآثار سيارتها ب غائمة وبقلب منفطر
متابعة القراءة